آخــــــر مــا حــــــرر

سوريا ملك لأهلها لا لأعدائها.




سنكتب على جدار الزمان.. بأوضح لغة وبيان.. أجمل قصيدة بعنوان: «سوريا للسوريين» باستثناء المعتدين الأوغاد الذين تعتذر سورية لأنهم ولدوا في ترابها الطاهر.
لا يحق لأحد أن يوزع سوريا كحصص هنا وهناك.. لأن سوريا باختصار: ليست معروضة للبيع، بل وأكثر من ذلك فقد كتب الشرفاء على جدار الوطن «ممنوع اللمس».
سوريا ملك عام.. ولا نسمح لأحد أن يدعي ملكيتها لنفسه.. ولا لأبيه وأمه.. ولا لطائفته وحزبه، ولا تقبل القسمة على عدد لأنها- باختصار- عدد أولي لا ينقسم إلا على أهله ليبقى الناتج وطناً واحداً.
سوريا موطن الآباء والأجداد.. وستبقى موطنا للأبناء والأحفاد.. ولن نسمح للمجانين والمجرمين أن يعرضوها للمزاد.. وستبقى لأهلها حتى يوم المعاد.
حاولنا إقناعهم بأن سوريا لكل السوريين وهي الحضن الدافىء لكل المواطنين لكنهم أبوا إلا أن يعتبروها غنيمة لهم، وليس لغيرهم أي حق فيها، فعاث فيها المفسدون خراباً ودماراً عندما أحسّوا بأنها ذاهبة إلى أهلها الشرعيين.
بعد أن تخضَّب تراب سورية بدماء أبنائها الأبرار ازداد أحرارها حبَّاً لها وتمسّكاً بها، حتى لا تذهب إلى الأشرار.. فلا أمان للوطن إلا حين تحرسه أعين الأبرار.. وتدافع عنه سواعد الأخيار.
نعم سورية ليست للبيع ولا للتصدير.. وليست حقل تجارب ولا ملعباً للمراهقين.. ولا يدرك قيمة سورية إلا الحكماء الراشدون.. فمن لا يعرف قيمة الصقر فسوف يجعله شواءً للطعام.
لم يتمسك الأوغاد بالسلطة إلا لعلمهم بأهمية سورية. ولم يدمروها إلا لحرمان أصحابها منها. دمروها لأنهم يعلمون أن سورية- عندما تعود لأهلها فسوف يزدان العالم بروعتها.. دمروها لأنهم لا يريدون أن يبصر العالم ذلك الفارق المهول بين أن تكون سورية بيد الأمناء أو أن تكون بيد اللصوص الخائنين.
إن سوريا هي ملك لأهلها وليست ملكاً لأعدائها.. هي ملك للذين يعمرون وليست ملكاً للذين يدمرون... سوريا موطن الأحرار لا موطن الأشرار... هي معركة التحرير إذاً.. سنخوضها بعنفوان البركان وغضب الزلزال حتى النهاية.
الشعب السوري الثائر يقول للأسد الفاجر: بمقدورك أن توقّع ما تشاء من العقود... كي تبيع ما تشاء من أجزاء الوطن، لكنك لا تستطيع أن تقبض الثمن.. لأنك- ببساطة شديدة- مجرم حرب ستحاكمك يوما ما محاكم الشعب السوري العظيم.
لا تستطيع طائفة ولا حزب ولا قبيلة ولا دولة ادعاء ملكية أي ركن من أركان الوطن، الوطن ملك لكل أبنائه.. والعبث فيه يكلف العابثين تبعات كبيرة وأعباء كثيرة.
لقد قامت الثورة السورية لتحرير الوطن من احتلال دام لأكثر من أربعة عقود... إن حكام سوريا يمثلون أبشع أنواع الاحتلال، وعندما رأوا أنهم غير قادرين على الاحتفاظ  بالوطن السليب في قبضتهم وتحت سطوتهم راحوا يعرضونه للبيع قطعة قطعة.. فتحولت معركة التحرير من تحرير سوريا من الاستعمار الأسدي إلى تحريرها من الاستعمار «الإيراروسي».
تستطيع أيها الأسد المعتوه أن توقع ما تشاء من عقود الخيانة والإذعان.. لكنك لا تستطيع أن تتصرف بخماسية الوطن: أرضه-  وعرضه- وشعبه- وهويته- وتاريخه.
ناصر ابو المجد... 20/3/2020.

ليست هناك تعليقات