آخــــــر مــا حــــــرر

هل كانت سورية مثالاً للاستقرار والأمان في المنطقة؟

  1. بعد أن أصاب سورية ما أصابها من تدمير وتقتيل وتهجير يتوارد للأذهان سؤال: ألم تكن سورية مثالاً  للاستقرار والأمان في المنطقة؟ ربما يكون هذا صحيحاً في حدود ما تراه عين الزائر الغريب الذي لا يعرف أن أمان سورية كان أمان العبيد المذعورين من رفع الصوت خارج النص المكتوب، أو نقل الخطا بعيداً عن البرنامج المقرر.
  2. لا لم يندم الثوار على ثورتهم فحين يفتح الطبيب الجراح جوف المريض لاستئصال الزائدة ثم يتفاجأ بورم سرطاني فليس من الحكمة أن يغض الطرف عنه، وهذا ما حصل للشعب السوري الذي ثار ضد ظلم النظام ثم اكتشف أن النظام الأسدي قد تجاوز وصف الظلم الذي اعتاد العالم أن يعاينه أو يسمع عنه، ليرى ظلماً بلا حدود عنوانه «اقتل واسحق ودمّر حتى يفرغ صبر الشعب، وحين لا ينتهي صبر الشعب فاقتل الشعب كله» «ما لا يتحقق بالعنف فإنه يتحقق بمزيد من العنف» أما الظلم الذي لا يخطر على بال أحد فهو قائم على مبدأ «إذا كان الموت عقدة للإنسان فلنعذبهم حتى يصير الموت أمنية».
  3. يصعب على المحتل الأسدي أن يتخلى عن حكم سورية، فهو أكثر العارفين بما تحويه سورية من خيرات وما تكتنزه من بركات، وأنها أجمل بلاد الأرض، وكيف يتخلى عنها وقد كان يعدها ملكاً له ولأولاده أبد الدهر، وليس للشعب السوري أي حق فيها سوى ما يحق للعبيد من بعض الطعام والشراب.
  4. بمقدورنا اختصار عمر الأزمة والتخفيف من ثقل الفاتورة وتقليل الخسائر، وذلك بإخلاص النوايا وتحرير السرائر، وبذل مزيد من الجهد الموجّه، فلينطلق جميع الأحرار، كل من مكانه، انطلاقة السهب الواثب باتجاه الهدف، حتى لا يميل الحمل على البعض فيرهقهم، إن ثقل المسؤولية  يقتضي من الجميع العمل بالطاقة القصوى دون ملل أو فتور.
  5. على جميع النخب من المحسوبين على الثورة أن يعلموا أن الشعب الذي قدم كل هذه التضحيات لن يقبل بأقل من النصر معادلاً لتضحياته، فلا تتسكعوا في أروقة موسكو والقاهرة، ولا تتسللوا في العتمة إلى جحور الأعداء بحثاً عن مكاسب خاصة على حساب الأوجاع التي لو وزعت على الدنيا لقتلتها الهموم والأحزان.
  6. أيها الأحرار من الصعب تصور أن نترك سورية لأوغاد التاريخ وأوباش الدهر، يدنسون ترابها ويعبثون بهويتها، فهؤلاء الوحوش الطائفيون أرادوا بسورية شراً كبيراً... فاقطعوا عليهم مرادهم وخيبوا آمالهم، علينا الأخذ بخيار النصر ولا شيء غير النصر، وتجنب خيار الهزيمة والاستسلام بأي ثمن، فالهزيمة تعادل العبودية الأبدية.
  7. إن ما قدمه الشعب الثائر من تضحيات يمكن اعتباره ثمناَ لأكثر من نصر على هذا المعتوه القاصر بشار الأسد الايراني.. ومن دفع كل هذا الثمن لا يصح أن يقبل بأقل من النصر، يستحق الشعب السوري من العالم كل إجلال وتقدير فالصبر الذي يصبره لا تطيق حمله الجبال الراسيات.
  8. خطط النظام المجرم على أن يدفّع الناس ثمناً للحرية لا يطيقه أحد، بحيث يصبح ثمن الحرية أغلى بكثير من قيمة الحرية، ويكون ثمن الكرامة أغلى من الكرامة التي طلبها، فانتهك المحرمات واستباح المقدسات ليقول للناس: عليكم أن تقبلوا بقليل من الكرامة حتى لا تفقدوا أي نوع من أنواع الشرف والكرامة، لكنه خاب وخسر، فقد خيّب الأحرار مبتغاه وجعلوه يندم على اللحظة التي واجه فيها شعب سورية العظيم.
  9. يجب الحرص على التقليل من فاتورة  الحرية، بحيث لا يتجاوز ثمن الحرية قيمة الحرية ذاتها، فهناك حد من الخسارة يصعب تعويضه كانتهاك الأعراض وتخلخل البنية المجتمعية الناجم عن انخفاض عدد الشباب، ومن هنا فالجميع مطالب ببذل قصارى جهده من غير منّة ولا استكثار.
  10. المطلوب اليوم ضخ دماء جديدة في مفاصل العمل الثوري، لاسيما من فئة الشباب، الشباب الذين كان لهم شرف المبادرة في الثورة على حكم المعاتيه المهاليك من الحكام الذين يقفون عائقاَ في طريق النهضة، الشباب الذين همشتهم النخب السياسية التي لا عملت ولا تركت غيرها من الشرفاء يعملون.

ليست هناك تعليقات