تدخل روسيا في سورية لا يحترم حقوق الإنسان.
1.
في الوقت الذي أعلنت فيه «موسكو» أن تدخلها في سورية
هو للقضاء على «تنظيم داعش» الإرهابي بدا واضحاً أن هذا التصريح كان بمثابة إعلان
الأمان من موسكو لتنظيم داعش، وأن الهدف الحقيقي مخالف للمعلن تماماً وهو استهداف
«الفصائل الثورية» التي تقاتل «قوات الأسد»، التي أوشكت على الهزيمة المحققة.
2.
يبدو واضحا أن ما حصل في الهمس بين الحليفين
روسيا وايران يختلف كلياً عما تم إعلانه، ففي الهمس بيّن الإيرانيون للروس ضرورة
تجنب استهداف تنظيم داعش، بل يجب دعم هذا التنظيم الصديق، ليتقدم على حساب قوات الأسد
وقوات المعارضة في آن واحد، وفي هذين التقدمين سيكون التنظيم محسوباً على المعارضة،
وبعد ذلك ينسحب التنظيم لصالح قوات الأسد لكسب الأسد مزيداً من الأراضي في فترة
قياسية ليفاوض المعارضة من موقع القوة لا من موقع الضعف.
3.
إرهاب مجرم الحرب بوتين يتعلق أصلا برؤية بوتين
للثورة السورية.. فهو يعتبر أن كل من يعارض الأسد هو إرهابي ويجب القضاء عليه..
وهذه هي رؤية الأسد نفسه.. والجيش الحر ليس إرهابيا في نظر المجتمع الدولي لكنه إرهابي
من وجهة نظر موسكو وحليفها.. لقد بات المجتمع الدولي يدرك أن الإرهاب الحقيقي يتمثل
ببشار الأسد وداعش وداعميهما.
4.
كان يجب على بوتين أن يبحث عن حلول أخرى غير
القتل لكنه أصر على انجاز أهدافه بقتل مزيد من السوريين مع أن موسكو تدخلت في
سورية بحجة القضاء على داعش لكن هذا الأمر لم يحدث والذي حدث هو العكس تماما
فالضربات الروسية كانت تدعم داعش وتستهدف الثوار والمدنيين.
5.
ما يثير الدهشة اعتبار موسكو كل من يعارض نظام
الأسد إرهابيا، علماً بأن المعارضين الحقيقيين للأسد يتمثلون بفصائل «الجيش الحر»
التي توصف بالاعتدال، ثم دخل الروس في جدلية أخرى يصعب فهمها حين عرضوا دعمهم للجيش
الحر في مواجهة تنظيم داعش، هذا في العلن لكن النوايا الروسية الإيرانية كانت تعد للجيش
الحر مكيدة في مواجهة داعش، التنظيم المدعوم بلا حدود من إيران، وفيما لو اشتعلت
الجبهات بين الحر وداعش فإن الطيران الروسي سيضمن غطاءً لداعش واستهدافاً للحر.
6.
نظرا لأهمية تدخل روسيا في سورية فقد تم اتخاذ
قرار الدخول خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» والمرشد الأعلى
الإيراني « علي خامنئي » قبل بضعة أشهر منه ، وقد بلورته عدة زيارات قام بها
سليماني إلى موسكو.. حيث قدم الإيرانيون مغريات شهية أسالت لعاب الروس الذين
يفكرون بالمكاسب أكثر مما يحسبون للأضرار.
7.
بوتين هذا المجرم القبيح يمارس مغامرة سياسية خاسرة في سوريا..
فالمعروف عنه أنه رجل متهور وسطحي جدا في عالم السياسة.. هذا الكبرياء البوتيني
سوف يداس تحت أقدام الشعب السوري الثائر.. شعب لا يعرف كبيراً إلا الله.
8.
سيندم المجرم بوتين على اللحظة التي قرر فيها أن يدخل في الوحل السوري..
ثوار سورياً يقولون لمجرم الحرب بوتين: دخول سوريا ليس كالخروج منها.. ويقولون للمجرم:
إن ثوار سوريا سيمرغون أنفك في تراب الوطن.. دخلت عزيزاً رافع الرأس.. لكنك ستخرج
ذليلا مطأطئ الرأس مكسور الجناح.
9.
روسيا لا تستهدف إلا المدنيين والثوار.. لتجبر الشعب السوري على
الاستسلام.. لكنهم نسوا أو تناسوا أن الاستسلام ليس في قاموس السوريين.. وتدخلت
روسيا في سوريا تحت عنوان محاربة داعش.. فحاربت الجميع باستثناء داعش.. فالقوات
الحربية الروسية تنسّق مع داعش هجماتها ضد المدنيين والثوار.
10.
معروف عن روسيا الآن وسابقاً أنها لا تحترم حقوق الإنسان.. ولا ترعى
الحريات في روسيا ذاتها.. فلا غرابة أن ترى من الروس كل هذه الهمجية.. نشكو إلى
الله أعداء الوطن.. هم بصراحة ليسوا أعداء تقليديين .. لكنهم أعداء من النوع الخارج
عن إطار الإنسانية: «إيران- وروسيا»، «الحمار- والدب».
ليست هناك تعليقات