آخــــــر مــا حــــــرر

أردناه وطناً حراً كريماً



§         هناك فوارق كبيرة في التضحيات بين أطياف المعارضين إلى درجة أنه تشكّل فريقان: فريق يقدم كل شيء وآخر قاعد لا يفعل أي شيء فريق يتلقى النار وفريق يجني الثمار.
§         علينا العمل من منطلق أن المنكوبين في سورية هم أهلنا وأحبتنا ومن شعور أن المعذبين والجرحى واليتامى والمشردين و المجهَّلين هم إخواننا وأهلنا المقربون ولا يصح أبداً تركهم رهائن للأزمات وأسارى للملمات.
§         تعود طاغية سورية أن يرى الهامات منحنية أمامه صاغرة راغمة وحين رأى الطاغوت ذلك التلاحم المجتمعي في صفوف الثورة مزداناً بهتاف الرفض والتنديد ثارت ثائرته وجنّ جنونه واستنفر شياطين الفتن لتبث سموم الطائفية والفئوية والمناطقية والإديلوجية وتنشر الفساد المالي والمناصبي من أجل تفسيخ الضمائر وإفساد النفوس.
§         لم يستطع طاغية الشام وحاشيته القذرة أن يفهموا ماذا يريد السوريون لأنهم لا يتصورون شعب سورية سوى قطيع من العبيد يطالبون ببعض الحاجات المعيشية لكن شعب سوريا قام بثورته لتحقيق الحرية لتحسين شروط العبودية.. قام بالثورة العصماء من أجل بناء وطن بلا عبيد لكن الطغاة الطائفيين أرادوه عبيداً بلا وطن.. الثوار أرادوه وطناً بلا قيود ومن غير سجون لكن الأوغاد جعلوا المدارس سجوناً والمشافي معتقلات حتى المساجد جعلوها مقرّات للجريمة والتنكيل.
§         الثورة السورية هي ثورة الحضارة والنهوض أرادت إخراج الوطن من نفق الجهل والتخلف والتخريف ليعم العلم والخير والنور..  أرادت الثورة أن يكون الوطن قبلة للسائحين.. لكن العتاة فتحوا أبوابه ليكون مقصداً لشذاذ الآفاق وعابري الحدود.. أرادت ثورة الكرامة أن تعيد للإنسان اعتباره وكرامته المهدورة.. لكن المحتل الأسدي الإيراني الطائفي الغريب أراد أن يجعل الوطن كمحمية للحيوانات وحظيرة للبهائم..!!.
§         أردناه وطناً حراً كريماً.. للإنسان فيه وصف واحد.. يكون فيه عزيزاً حراً منطلقا مبدعا.. لكنهم أصروا على مسخ الكائن البشري في سورية.. ليكون عبدا مصفقا منبطحا.. مهزول الإرادة مسلوب القرار..
§         لا نبالغ بالقول: إن ثورتنا هي أم الثورات؟.. فماذا نقول عن ثورة صمدت أمام كل أنواع القمع الرهيب؟.. من براميل الموت وغاز القتل؟.. ماذا نقول عن ثورة تواجه كل قوى الظلام الطائفي.. من ايران وحزب الله وتنظيم داعش وكتائب أبي الفضل؟. إن ثورة تواجه كل هذه التحديات لهي ثورة منصورة بعون الله.
§         الخطر الأكبر تمثل في حرف الثورة عن أهدافها.. فبدلا من أن تمضي الثورة في طريق تغيير النظام.. فإذا بقومٍ أرادوا تغيير الناس باسم الإسلام وتطبيق الشريعة.. تحت غطاء تأثيم الناس وتفسيقهم بل وتكفيرهم.. فتركوا الطاغوت وانطلقوا إلى الناس بالسياط والسيوف والسواطير.. كمبدأ من مبادىء سلطة الخلافة المخولة من السماء بإقامة الحدود على المخالفين.
§         لم يبق نوع من الشرور إلا وتصدت له الثورة السورية.. فانتفضت ضد واقع العبيد واللصوص والمرتزقة وقراصنة الفكر والسياسة.. مما يحتم علينا رعاية تلك الثورة والدفاع عنها وتثبيت شرعيتها وتجنيبها أي شبهة قد تعلق بها.. لا سيما وأنها ثورة وضعت حجر الأساس للكرامة الإنسانية.
§         من الصعب منح الأعذار للمتقاعسين عن أداء الدور الحاسم في هذا الوقت العصيب.. إن ثقل الأزمة وعظم التحديات وتكالب الأعداء هو اختبار اللحظة الحرجة التي لا تقبل الحياد.. مما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية التاريخية كاملة.. والعمل بالطاقة القصوى وفي الاتجاه الصحيح.. ففي سوريا الوقت من دم.

هناك تعليق واحد: