آخــــــر مــا حــــــرر

الوقت بالنسبة للسوريين يعني الكثير



  • من الطبيعي ٱن تأتي بشارات انتصار الأسد من جماعة الأسد. فهم قالوها منذ بواكير الثورة... "خلصت" لكن ليس من الطبيعي ٱن يتلقى العدو بشريات نصره من أشخاص مستقرين بيننا.... وربما في الصفوف المتقدمة. وأنا أشير هنا الى الغربان... من مهازيل الرجال الذين نسمع منهم ما يرضي العدو ويغضب الصديق... فهؤلاء ومنذ سنوات أعلنوا عن انتهاء ثورة الكرامة. فحين يتحدثون عن النظام لا يذكرون الا مظاهر قوة العدو ولا يتحدثون عن جرائمه. وحين يتحدثون عن الثورة فلا يذكرون الا أخطاءها وثغراتها... دون الحديث عن حقها وحقيقتها... كثير من هؤلاء اشتاقوا الى قعر الحذاء العسكري ويتحرجون من التصريح بما يعتلج في صدورهم.

  • الأمر بيننا وبين العدو تدافع...  والغلبة للأقوى.. الأقوى وعياً ونضجاً وتخطيطاً واستثماراً وإعداداً وتأهيلاً..  والتاريخ لا يرحم الضعفاء المتفرقين.. ولا يعذر البسطاء والمتخلفين..  والجدل الحقيقي هو كيف نبني قوتنا لنصنع بها مجدنا؟.. من كان ضعيفاً سيرى كل النوازل واقعة عليه.. وكل العالم متآمراً عليه.. ومن كان قوياً فسوف يحصد النتائج من كل الجهات.. نتائج خطط لها وأخرى لم يتوقعها.. الأقوياء ينطلقون من (نظرية المصالح).. والضعفاء ينطلقون من (نظرية المؤامرة).. والدراويش- إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنه سحر مكتوب لنا.. الأقوياء دوماً خياراتهم بين الحسن والأحسن.. والواعي من الأقوياء يجتهد في اختيار الأحسن.. لكن خيارات الضعفاء هي بين السيء والأسوأ.. والواعي من الضعفاء هو من يتجنب الخيار الأسوأ.

  • الورقة الحقوقية هي اقوى اوراق الثورة السورية.. مهما تكن البيئة الدولية ظالمة.. العدو يريدك ان تتحدث بالعسكرة ولا شيء غيرها.. ولا تخرج عقلك من سبطانة البارودة.. ولا ترى اوسع منها.. أفقا.. العدو يريدك عسكريا فقط.. لانه يعلم أنك بالعسكرة مهزوم لاختلال موازين القوة بشكل صارخ.. ولو حققت بعض الإصابات.. لكن الحسم في النهاية له.

  • الثورة السورية هي ثورة الفرصة الأخيرة.. والفرص لا تأتي على الدوام.. وقد مثلت الثورة فرصة نادرة أتاحت للشعب السوري والنخب السورية أن يأخذوا المبادرة.. ولا يلتفتوا إلى الوراء.. المعركة اليوم هي معركة وجود.. ومعركة هويـــــة.. فإما حياة حرة كريمة.. وإما حالة مديدة من الخسف والعسف والهوان.

  • الثورة السورية ليست مسؤولة عن تخلف البعض عن الأخذ بخيار الكرامة.. فمن المحال أن تتخلى جوقة العبيد عن العيش في قعر حذاء الطاغية.. فهؤلاء يزداد حبهم للقاتل كلما ازدادت جرائمه.. كما أنه من المحال أن ينحاز الأباة الأحرار إلى قطيع العبيد.. الذي يطوف حول الصنم مهما زادت سطوته..  فللأحرار مكان آخر حيث المجد والمكرمات.

  • يعلم الشعب السوري الثائر-  من واقع التجربة مع النظام الطائفي القاتل- أن للحرية ثمناً لا بد من دفعه.. وقد أظهر الشعب جاهزية استثنائية لدفع الثمن الأكبر وهو الموت.. فالموت- وفقاً لرؤية الثوار- هو شهادة وكرامة.. لكن النظام القذر وبرعاية من حلفائه- أصر على أن يكون الموت هو الثمن الأقل الذي يمكن أن يدفعه من يتمرد على سلطته.

  • ثورة الكرامة السورية هي للحق عنوان.. هي ثورة الحقوق المشروعة.. وليست ثورة مطالب معيشية خاصة.. ولا ثورة البطون الجائعة والأجواف الخائرة.. وسيعلم العالم أجمع أن شعب الكرامة لن يعود إلى بيت الطاعة.. مذعناً لمعاتيه الزمن وصعاليك العصر.

  • لقد خطط طاغية الشام وحلفاؤه أن يهينوا الشعب السوري ويسحقوه.. بارتكاب الجرائم الشائنة اللامتناهية.. وعندما أعدوا لهذه المخططات مجرمين بلا حدود.. أعد لهم شعب سوريا أحراراً بلا حدود.

  • مراكز الدراسات الايرانية تصنع نوعين من الوعي: وعيا للداخل الايراني عموماً... يسلحون به أجيالهم.. بهدف السيطرة والتمدد.. ووعيا للخارج الإقليمي والدولي.. وتحديدا للمنطقة العربية... يجعلهم يتقبلون مشروع التمدد الايراني... ويصطفون مع ايران ضد هويتهم.

  • الوقت بالنسبة للسوريين يعني الكثير الكثير ... يعني شلالات من الدماء وكثباناً من الأشلاء.. يعني مزيدا من الخراب والدمار.. ولا يشعر بذلك إلا أصحاب الضمائر الحية.. والقلوب النقية.


ليست هناك تعليقات