آخــــــر مــا حــــــرر

النتائج الايجابية الاستراتيجية للثورة السورية الباسلة

الكثير من الناس تبذل الجهود لتبيان النتائج السلبية التي حصلت خلال مسيرة ثورة الحرية والكرامة السورية الباسلة، لكن يتم التغافل وعدم التطرق وذكر والبحث عن النتائج الايجابية التي أحدثتها وصنعتها ثورة الحرية والكرامة السورية الباسلة.
اهم هذه النتائج الايجابية يمكن سردها كالتالي :
١. لقد انهت الثورة السورية حالة الرعب والخوف التي سادت في سوريا من عام ١٩٦٣ بعد انقلاب حزب البعث وسيطرة عصابات العسكر الطائفية الفاسدة على الحكم وفرض حالة الطوارئ والرعب في سوريا لمدة ٤٩ سنة.

٢. حطمت الثورة السورية هيمنة الأجهزة الأمنية المتعددة على الشعب وأجهزة الدولة السورية.
٣. تقلصت قدرات نظام الشبيحة في سوريا الاقتصادية والعسكرية والامنية والسياسية ، وأصبح هذا النظام غير قادر على إدارة اي جزء من سوريا، وعدم القدرة على أجزاء كليرة من أجهزة الدولة. لقد فقد نظام الشبيحة السيطرة من الناحية العملية على أغلبية الأراضي السورية، وفقد السيطرة على اغلبية الشعب السوري.
٤. فقد نظام الشبيحة اي نوع من انواع الاستقلال والتصرف في الدولة السورية، وفتح الباب على مصراعيه لتدخل قوى إقليمية ودولية لفرض املاءاتها السياسية والعسكرية على عصابة النظام في سوريا، وصارت عصابة النظام مجرد ممسحة قذارة يستعملها اكثر من طرف متواجد على الأرض السورية .
٥. فتحت الثورة السورية الآفاق الواسعة لأول مرة منذ نصف قرن مضى على فرص واحتمالات كبيرة وواسعة لبناء دولة مؤسسات حقيقية في سوريا، وبناء نظام سياسي عصري وحديث يكون الإنسان فيه محترم ويعيش بكرامة تحفظ به حقوقه الأساسية.
٦. ساهمت الثورة السورية الباسلة بصمودها الاسطوري على تشجيع شعوب عربية أخرى، كالشعب الجزائري والشعب السوداني، على تجاوز حالة الخوف والرعب، والانتفاض والثورة على أنظمة الحكم العسكرية الفاسدة المشابهة لنظام الشبيحة في سوريا، والتمكن من إسقاط هذه الانظمة، والبدء في مرحلة بناء دولة المؤسسات وأنظمة الحكم العصرية في تلك البلدان.
٧. كشفت الثورة الكم الهائل من التخلف والعجز الذي تعاني منه النخب السياسية وقوى المعارضة السورية وبعدها الكبير عن نبض الجماهير وفهم ما يحيط بسوريا وأهمية سوريا في المعادلات الإقليمية والدولية.
٨. كشفت وعرت الثورة السورية الباسلة عدد كبير من القوى والاحزاب والشخصيات العربية التي غدرت بالشعب السوري الثائر، وغدرت بالشعوب العربية الاخرى الحرة الثائرة. ووقفت هذه القوى إلى جانب أعداء الشعب السوري والشعوب العربية الاخرى،كحكومة محمود عباس وحركة فتح، وكذلك قادة حركة حماس الفلسطينية عملاء ومرتزقة نظام الشبيحة وملالي طهران.
بالإضافة إلى بعض الأشخاص المحسوبين على التيارات الدينية واليسارية القومية العربية.

٩. نشوء وانطلاق حركة سياسية وفكرية نشطة ومتصاعدة في صفوف الشعب السوريين والتجمعات السورية للبحث عن حلول حقيقية لحالة الصراع والتناقض الحاد بين الشعب السوري الثائر وعصابة الأسد وحلفائه الاقليميين والدوليين، ومن اجل خلق الظروف والعوامل المناسبة لتحقيق النصر الكامل على هذه العصابة الفاسدة.
فقد انخرط في هذه الحركة وهذه الأنشطة مئات الالاف من السوريين، داخل سوريا وخارج سوريا، في بلاد اللجوء والمهجر، وقد تشكلت مئات الاتحادات والمنظمات والاحزاب السياسية والاجتماعية والثقافية نتيجة هذه الحاجة الماسة والملحة، نظرا لغيابها عن الساحة السورية لمدة نصف قرن مضى.

هذه بعض النتائج ذات الابعاد الاستراتيجية، كان من الصعب تخيل حصولها لولا انطلاق الثورة السورية، واستمرار صمود الشعب السوري الحر الأبي في الثورة كل هذه السنين في وجه قوى البطش والفساد والعدوان.
د. خالد المسالمة

ليست هناك تعليقات