آخــــــر مــا حــــــرر

زمن الهزائم مضى


1.      لم يطلق الشعب السوري العظيم الثورة على البغي والطغيان من أجل الهزيمة.. فزمن الهزائم  مضى.. وزمن الإخفاق ولّى وانقضى.. وتكلفة الهزيمة هي أكبر بكثير من تكلفة المضي في الثورة.. وثمن الاستسلام هو أكبر بكثير من ثمن الصمود.. نحن قوم أحرقنا السفن.. ولا رجعة عن خيار الكرامة.
2.     
3.      لا تلوموا السوري حين يثور.. ففي صدره تعتلج ألسنة اللهب ونيران الغضب..
4.      الملامة تقع على من رضي بالمهانة والصغار.. وألف  الذل والعار.. لا تلوموه فهو حر لديه عز وإباء.. وهو الذي يستحق الكرامة والحضارة والرخاء.. ولا تعجبوا فأصحاب الضمائر يثورون.

5.       بعد أن أظهرت الثورة السورية تماسكاً غير مسبوق أمام إجرام غير مسبوق.. استجرها النظام إلى مربع التسليح.. لأنه يعلم أن الشعب السوري ليس جاهزاً لهكذا حروب.. في حين أن النظام أعد العدة لعقود من الزمن.. وجهز وحوشه من آكلي لحوم البشر.. وجوّعهم لهكذا «وجبة دسمة».

6.      في سورية  ثورة استثنائية بكل المقاييس.. كل ما فيها استثناء.. ثبات شعبها  الثائر وصبره العنيد.. وتضحياته الجمّة.. عزيمة الثوار وإصرار الأحرار.. عطاء وإيثار.. وبالمقابل فإن إجرام النظام في قمع الثورة كان استثنائياً.. وحجم التآمر والتحديات الطائفية كذلك كان استثنائيا.. وكذلك الكارثة كانت استثنائية.. لكن الاستثناء الأهم أن ثورة الكرامة هي ثورة سورية.

7.      حرص النظام القاتل على أن يجعل من الثورة السورية ورطة يكرهها الناس.. ويندمون عليها.. وسخر لذلك إعلاما نشطاً لتشويه «أم الثورات».. لكن ثورة الكرامة تبقى فخراً لكل شريف.. يتباهى بها الأحرار في كل أنحاء العالم.. فهي غرّة على هام الزمان.. وشامة على خد المكان.. وشوكة في حلوق الظالمين.. ومخرز في عيون المعتدين.

8.       من مضى في درب الكرامة فعليه أن يحذف من قاموسه مفردات التعب والملل والكلل والإحباط.. ثورتنا لا ترعاها إلا الهمم العالية.. والعزائم الماضية.. لتبقى في صعود كصعود الشمس وهي تتسلق قبة السماء.

9.      يعتقد بشار الأسد أنه خرج من عنق الزجاجة بعد أن حبسته الثورة داخلها.. بل يظن أن الثورة هي التي دخلت في الزجاجة التي يخرج منها.. كما يعتقد أن سلطته سلمت من المحاصرة.. لكنه واهم وحالم.. فالثورة السورية متجددة متجذرة.. وهي تمتلك عوامل قوتها بداخلها.. وتستطيع إنتاج نفسها في كل مرة.

10. من المحال أن تتخلى جوقة العبيد عن العيش في قعر حذاء الطاغية.. فهؤلاء يزداد حبهم للقاتل كلما ازدادت جريمته.. كما أنه من المحال أن ينحاز الأباة الأحرار إلى قطيع العبيد مهما زادت سطوته.. فللأحرار مكان آخر حيث المجد والمكرمات.

ليست هناك تعليقات