آخــــــر مــا حــــــرر

ايران العدو الأول


§         ايران تبحث عن نصر على اسرائيل كبوابة عبور إلى المنطقة دون اعتراض من اسرائيل، ومن هنا فقد اجتهدت ايران في انتاج السلاح النووي لإحداث توازن رعب مع اسرائيل يتيح لها التمدد في المنطقة العربية بعد أن تخدش خاصرة اسرائيل، واسرائيل تعلم هذا الامر جيدا، وهذا ما جعلها تتخذ موقفا استراتيجيا رافضا للسلاح النووي الايراني وتختلف مع الأمريكان في هذه القضية طالبة المسارعة باستهداف المفاعلات النووية الايرانية، وتفكيك الحلف الايراني بما فيه إسقاط بشار الأسد، لكن بشرط ألا يقوم البديل بتغيير قواعد الاشتباك مع اسرائيل.
§          
§         إن الممارسات الايرانية العدائية ضد الشعب السوري تحتم علينا أن نعلن ايران كعدو وحيد للشعب السوري وصولا إلى الإعلان الأكبر أن ايران هي العدو الوحيد للأمة لكن المشكلة تكمن فيمن يجعل من اسرائيل وأمريكا شريكا لايران في جريمتها ليخلطوا الأمور على الأذهان ولجعل الدور الايراني ثانويا هامشيا في الجريمة.
§          
§         بعد أن صنعت ايران داعش بهذه الصيغة المتوحشة صار بمقدور ايران أن تفعل كل شيء بحق «العرب السنّة» وتلصقه في داعش، والناس سوف يصدقون بنسبة عالية لأن داعش يصدق في حقها كل الشائنات، وبالمقابل فإن داعش ستمارس إنكار بعض الشائنات وربما تثبت ذلك فيقع الناس في فتنة داعش، وتبقى  ايران المستفيد الأول من كل هذه الفتن.
§          
§         من برأيكم يملأ البلاد بفرق الموت والذبح والاغتصاب؟؟؟ هل تنتظرون أيها الأصدقاء أن تدخل ايران كل بيت في سوريا حتى تعيدوا تقييمها بطريقة أخرى؟. عندما احتلت اسرائيل الجولان لم تفعل جزءاً من مليون مما فعلته ايران ومع ذلك لا يجادل أحد بعدوانها، فلماذا عندما يكون الأمر متعلقا بإيران تختلف الصورة؟. وما السر الذي يجعل إيران محمية من أقلام المثقفين؟. إنها الثقافة الباطنة التي تفعل فعلها إذ لا يستطيع المثقفون التحرر من أكذوبة المقاومة والممانعة.
§          
§         إن المجموعة الايرانية تكمل إنجاز أهدافها بواسطة داعش، فهي توجه البلدوزر الأحمق أينما شاءت بعد أن ضمنت أن رأس الهرم الداعشي هم من الضباط «الشيعة» ومن جملة الأهداف التي تنجزها داعش اعتقال ضباط نظام صدام حسين ومن بين الضباط المعتقلين اللواء وعد حنوش، الذي كان من آمري القوات الخاصة في عهد الرئيس السابق صدام حسين وسيف الدين المشهداني وهو قيادي بعثي كانت صورته على إحدى ورقات اللعب التي نشرها الجيش الأميركي بالمطلوبين من أركان النظام السابق.
§          
§         إيران تحتل أرضنا وقرارنا وهويتنا وبسمة أطفالنا وتحرض العالم علينا وتشوه ثورتنا، وعلينا أن نصنفها كعدو أعدى للشعب السوري وبفارق كبير في الصدارة عن أقرب منافسيه، فلماذا لا نعتبر أن حربنا هي مع الحلف الطائفي الحاقد الثأري الخرافي القبوري الغيبي؟. فهم أعلنوها ضدنا!. وما الداعي لهذه المخملية الناعمة مع أشرس عدو عرفته البشرية؟.
§          
§         يبدو أن ايران محمية بالوعي التقليدي الذي لا يرى في الأفق إلا عدوا واحدا هو «الغرب وإسرائيل» لذلك تبدو إيران  مرتاحة في ارتكابها للمذبحة الكبرى مطمئنة لنوعية الوعي السائد لدى النخب المثقفة.. فهنيئا لإيران بهذا الوعي!. فهي تجد من يغطيها كلما انكشفت سوءاتها ذات الرائحة الكريهة رائحة المتعة الممزوجة بالسارين المختلطة بالبارود.. مع أن السياسة الماهرة تقتضي بكشف عورة العدو ومن ثم فضحها.
§          
§         لن يتشكل الوعي الجديد ما دام البعض يقول: إن «حزب الله» دخل سوريا بتوجيهات من إسرائيل, وإيران تفعل ما تفعله بدفع من أمريكا, فهذا تسطيح للأمور وتبسيط للأشياء يزيد من خلط المفاهيم وتغبير الفضاء, فالسياسة الواعية تتعامل مع ما حضر من مواقف وتتفاعل مع ما ظهر, وعلينا أن نتذكر أن ما حضر أظهر أن إيران وحلفاءها أداروا حربا جهنمية ضد أهلنا وهي تحتل أرض الوطن وقراره ومقدراته.
§          
§         كيف نواجه الخطر الايراني؟. ليس المهم ما يفعلون فقد بات واضحا أن إيران تقود مذبحة ضد الشعب السوري وتدير ملحمة ضد الامة، لكن المهم ما ينبغي علينا فعله وهو الآتي: ♦ اعتبار إيران العدو الأول وتوصيف الحالة القائمة بالاحتلال الهمجي الذي يتوجب معه وقفة تاريخية موحدة لدحره ومحاسبته، ♦ والعمل على عزل إيران دوليا مستفيدين من الضغوطات الدولية عليها وتقديم الشكاوى للهيئات الدولية ضد إيران والدعاوى القضائية بالجرائم التي ترتكبها وخاصة بعد تواتر التصريحات الايرانية التي تعترف بالقتال إلى جانب النظام، كما يجب علينا ♦ العمل على تفكيك المنظومة الإيرانية وزعزعة علاقات إيران بالآخرين، ♦ وتسويق ايران وحلفائها تحت مسمى الإرهاب، ♦ وسحب أوراق القوة الإيرانية والتي تسمح لها بإحراز نقاط ضدنا مثل تنظيم القاعدة، ♦ واعتماد مبدأ التخوين لمن يوالي إيران، ♦ واستبعاد إيران من أي تسوية، ♦ وتنظيم حملات إعلامية منسقة في المحيط العربي والإسلامي، ♦ وإرسال رسائل التحذير للحكومات والنخب والعلماء العربية لوضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية، ومحاربة الفكر الطائفي في كل فضاء إعلامي ممكن، ♦ وتعرية السياسات الإيرانية العدوانية وفضح مخططاتها، ♦ كما يترتب علينا العمل على تجفيف الموارد الاقتصادية ♦ والقيام بحملات مقاطعة للبضائع الإيرانية، ♦ والعمل على إقامة تحالفات مفيدة مع من يسمون اصدقاء الشعب السوري، ♦وتنسيق المواقف مع المعارضة الإيرانية.
§          
§         أرجو من العقلاء ألا يجدوا صعوبة في استنتاج ما تريده ايران وما أرادته سابقا من فكرة الزج بتنظيمات إرهابية في المشهد السوري، ومدى تآمرهم على «الجيش الحر» بغية إلغاء الحالة الوطنية التي ترهبهم وتربك حساباتهم فالحالة الإسلامية تضعهم في موقف المطمئن سياسيا لما يفعلونه.. وكم كنت أتمنى للقوى الثورية أن تعي أن الإسلام شيء والإسلاموية شيء آخر وأن يدركوا بالضبط أين حدثت المؤامرة وكيف حدثت؟. مع أن إدراكها ليس بالأمرالصعب فيما لو تخلينا عن تشنج عضلات الفكر والعقل، وسندرك عندها كيف زجت ايران بتنظيم داعش ليستوعب المجاهدين، ويضع لهم أهدافا مغايرة لتلك التي جاؤوا من أجلها وأهمها القضاء على الثورة ومسماها الشرعي..الجيش الحر.

ليست هناك تعليقات