آخــــــر مــا حــــــرر

التطرف والطائفية عدة الطغاة


·         في وطننا الطيب الكريم كثر التطرف إلى أقصى اليمين وأقصى اليسار.. ولا حل يرتجى سوى بالتجمع في منطقة الوسط .. حيث لا تطرف ولا إقصاء ولا تهميش ولا إلغاء ولا تكفير ولا تفسيق ولا تخوين... ففي الوسط توجد الثورة والثوار.. وفي الوسط توجد الحرية والأحرار.
·         التطرف حالة من  سوء الأخلاق ونقص في اللياقة المسلكية.. تبدو واضحة في أي مواجهة مع الآخرين  وتظهر في رفع الصوت.. وخشونة التعبير.. والشد العصبي.. لذا ينمو التطرف في المناخ المغبر والفضاء المكدر.. ويقتات على النزاعات والصراعات والفتن.. وهو يدفع  لمزيد من التصعيد والاحتقان المنحرف لدرجة أن التصعيد يصبح غاية بحد ذاته..
·         يمتاز خطاب المتطرفين بالعدوانية ولا يتسع حتى لأصحابه.. ويتجه إلى استنزاف الأصدقاء.. فليس للتطرف صديق.. وحين لا يبقى في المشهد إلا متطرفان فإنهما سيتصادمان ويقتتلان.. فالتطرف نار تأكل ذاتها ومحيطها.. وتنطفىء قبل أن يصل لظاها إلى العدو..
·         التطرف حالة نفسية واجتماعية غير صحيّة.. تنطوي على عقد متشابكة مليئة بالرياء والنفاق.. وهي تعبير عن الفشل في ميادين المنافسة العلمية والمنطقية.. وهروب إلى الظلام.. لتحقيق الذات هناك.. حيث لا يوجد إلا لون واحد.. ويتمثل بعدها بانكماش على الذات وانعزال عن الآخرين.
·         التطرف يتنافى مع العلم ويخشى الحوار والانفتاح والمواجهة والتقدم  والتطور.. ومنهجه  قائم على  المزايدة والمبالغة والتهويل.. ويعتمد النهج الخشن لكسب المؤيدين والمناصرين.. ولا يفرق المتطرف بين عدو وآخر.. بل إنه غالبا ما يعادي القريب أكثر من البعيد.. مبررا ذلك بدواعي الأولويات..  فتطهير البيت الداخلي أولى من المحيط الخارجي وفقاً لزعمهم.. ولذلك تنشأ لديهم ظاهرة التكفير والتخوين.. حيث يبدو العالم كله بعد ذلك بلون واحد.. فتسود لديهم ثقافة (ملة الكفر واحدة).
·         التطرف يتجافى مع الوعي السديد والفكر الرشيد.. بسبب محدودية الخيارات وأحادية النظرة وضيق الأفق وقصر النظر وسطحية الفكر وجمود الخطاب وحدية المعايير وسوء التقدير.. والافتقار للتخطيط الاستراتيجي والتدرج والتنوع والمرونة والانفتاح والتأني.
·         التطرف ظاهرة مبنية على ردود الأفعال الحادة والرعناء.. وهذا  يسبب سهولة الاستدراج والاختراق والوقوع في الأفخاخ.. وعليه فإن التطرف ثقافة قائمة على الانغلاق والانكماش على مفاهيم وتصورات تكلست في زوايا التفكير يصعب خلعها إلا بانخلاع  جدار الذهن معها.
·         المتطرفون لا يسمعون ولا يبصرون ولا يتبصرون ولا يفكرون إلا قليلا .. فأفقهم ضيق.. وتفكيرهم محدود.. ووعيهم سطحي.. ونظرهم قصير.. وهم لا يقبلون أي وافد فكري جديد.. لأنهم يخافون من  التغيير.. ولو حضرت دواعيه.. وقد وضعوا حراسات مشددة على عقولهم خشية تسلل النور والضياء إليها.. لتبقى تجاويف عقولهم في ظلام حالك تعشعش في زواياه عناكب الجهل المزري والتخلف المخزي!!!.
·         تتعدد الرايات وتزدحم الشعارات منها ما هو محلي.. ومنها ما هو عابر للحدود.. ويبقى الجيش الحر الرقم الصعب في معادلة الصراع.. صراع الحق والباطل.. صراع العدالة والظلم.
·         التطرف نزعة فردية لا تهتم بالمصلحة العامة بل إنها استهداف مباشر للصالح العام ولا تكترث بكثرة المفاسد على حساب المصالح ، وهو نزوع نحو الانشقاق والخروج على الشرعية وعدم الاكتراث بوحدة الصفوف ، كما أن التطرف شكل من أشكال الهوس القيادي والنزوع السلطوي ، وحين لا يجد المتطرف في نفسه مؤهلات القيادة يحاول التماسها بالتشدد والتشنج.

ليست هناك تعليقات