آخــــــر مــا حــــــرر

شرارة الثورة السورية انطلقت من أرض حوران


·         صحيح أن شرارة الثورة التي انطلقت من أرض حوران تتعلق بفتية صغار كتبوا على جدار المدرسة «جاييك الدور يا دكتور».. لكنها لو لم تندلع بهذه الشرارة لاندلعت بفعل شرارة أخرى، وفي مكان آخر من سورية، لأن المواقع السورية كلها محتقنة من ظلم النظام وبغيه وفجوره.
·         قطار الربيع العربي توقف مرحلياً أو أوقف، وربما خرج عن مساره أو أخرج، والسبب بكل بساطة هو أن الربيع العربي بداية أصاب دولاً محسوبة على الغرب وقد تخلى الغرب بسلاسة عن حكام تلك الدول، أما في سوريا فقد وجد نظام الأسد قوى عملاقة همجية تسنده وتمده بكل وسائل الجريمة والقمع، وبكل أسباب البقاء، متمثلة  في المجموعة الإيرانية وروسيا الاتحادية.
·         السبب المباشر لاندلاع الثورة السورية يتعلق باستبداد النظام وفساده، حيث وصل تسلط النظام على رقاب الناس إلى حد لا يطاق ولا تستطيع تحمله نخوة الرجال وكرامة البشر.
·         لقد كان مطلوباً من الكائن البشري في عهد الأسدين أن يفرغ من مضمونه الإنساني، ويحشى بمضامين بهيمية تنقاد إلى حيث يريد راعيها، ولا يبقى مما يشبه الإنسان سوى الجسد. وعلاوة على ذلك فقد أطبق الفساد على كل مفاصل الحياة وأركانها، فتفككت منظومة القيم والأخلاق في المجتمع السوري.. حتى صارت قيمة المواطن تقاس بالمال الذي يملكه، وبمعنى أدق بالمال الذي يبذله ليشتري به شيئاً من كرامته التي أريقت على أعتاب المستبدين.
·         لم تكن ثورة الكرامة السورية بدعة من الثورات، لكنها جاءت في سياق ربيع عربي ساخن، وهذا الربيع العربي جاء أيضاً في سياق ربيع عالمي بارد ومتباعد في أحداثه، توصلت من خلاله أكثر شعوب العالم إلى انتزاع حريتها لكن بسلاسة أكثر بكثير من الحالة العربية.. وتحديداً الحالة السورية.
·         بالتزامن مع ثورة التكنولوجيا والمعلومات في العالم لم يعد خافياً على أحد أهمية وجود النظم الديمقراطية.. وبالمقابل خطورة بقاء النظم الديكتاتورية.. فزمن الإقامات الأبدية للزعماء انتهى.. ويجب أن نسلّم بأن الشعب السوري هو من الشعوب القليلة التي لا تنعم بالحرية والكرامة.. وهو الأحق من غيره بذلك بالنظر إلى ما قدمه من تضحيات.
·         في الوقت التي تفكر فيه شعوب العالم بمزيد من الرخاء والرفاهية انشغل الشعب السوري- في عهد الطغيان الأسدي- بالهاجس الأمني، وبالسعي وراء لقمة العيش.. مع أن الشعب السوري أحق من غيره في الحرية والكرامة.. حيث كانت سورية سبّاقة إلى الديمقراطية في المنطقة قبل أن تستولي عليها الديكتاتورية الطائفية.
·         اندلعت ثورة الكرامة السورية في الوقت « بدل الضائع ».. حيث كان زنادقة الحكم يستكملون إجراءات تسليم سورية لإيران.. في عملية دقيقة تهدف إلى تغيير الجينات الوراثية للشعب السوري.. بحيث يتم تغيير هويته العربية والإسلامية.. لتلتحق سورية بإيران كما التحقت العراق.
·         قبل اندلاع ثورة الكرامة السورية انتشرت دعوات محمومة ونشطة لنشر المذهب الشيعي في البلاد. وخاصة في المناطق الفقيرة، ورصدت أموال طائلة لخدمة هذا المشروع، ومن هنا  يمكن اعتبار الثورة السورية هي بمثابة المنقذ لسورية الوطن من أيدي الخاطفين الماورائيين الخبثاء، وقد تم افتكاك الرهينة إلى حد كبير، لكن الرهينة « الوطن »– للأسف- أصيب بجروح بالغة الخطورة، وهو في حالة حرجة، عافاك الله يا وطن.
·         قامت الثورة السورية عندما تيقن الشعب السوري بأن الأفق مسدود أمامه.. وليس هناك أدنى أمل بالنهضة والتطوير، وليس لدى الشعب السوري أي فرصة لمواكبة العصر، فقد قرر الطغاة دفنه في مقابر الوحشة والضياع، وعزله عن المحيط الخارجي حتى لا يرى أنماطاً أخرى في الحياة غير تلك التي أرادها له الطغاة.


ليست هناك تعليقات