آخــــــر مــا حــــــرر

أيها الأحرار الثائرون بشائر النصر تلوح في الأفق



يا من أطلقتم ثورة الكرامة والتاريخ فدمرتم أحلام آل الأسد في البقاء في السلطة وخيبتم آمال المراهنين على تراجعكم.. لقد أنجزتم الكثير على درب الكفاح والنضال ولم يتبق إلا القليل.. صحيح أن المشهد قاتم والأمور تعقدت والأوراق تداخلت وبلغ الجهد والإعياء بأهلنا كل مبلغ لكن الأصح من ذلك أن نظام الأسد الطائفي صار كريشة بمهب الريح ساقطة لا تستقر على حال من القلق.
وبينكم وبين نظام الأسد «لعبة المكاسرة» فانظروا إلى يده وهي ترتجف وتوشك أن تتهاوى وتتحطم.. يده التي حقنوها بهرمونات التعملق بجرعات الباطل لم تعد تقوى على المتابعة.. بينما أنتم الذين غذيتم بالحق الخالص ولن يضيع الحق الذي حملتموه.
تمتلك الضحية دوماً ذاكرة أقوى من ذاكرة من الجلاد.. والسبب أن الضحية تسعى إلى رفع الظلم ورد الاعتبار الإنساني لنفسها.. أما الجلاد فيسعى إلى غسل ضميره الميت من ماضيه المُعْتِم لكي يسوِّغ لنفسه الاستمرار في الإجرام والإصرار على الظلم.
هذه حال ثورتنا... قوم يدخلون في رحاب الشرف وآخرون ينسحبون.. منهم من دخل من أول الطريق ثم غادر من أوله.. أو من ربعه.. أو منتصفه.. ومنهم من دخل في منتصف الطريق وجرب المسير فيه ثم خرج عندما وجد بعض الصعوبات.. ومنهم من أطل برأسه من النوافذ إلى رواد طريق الثورة ليراقب فيما إذا كان في طريقهم مكسب مادي أو فرصة للشهرة ليقرر السير على درب الأحرار.. أما إذا رأى الكلفة باهظة ولى وانصرف.
في سورية شعب مبدع يتمتع بمزايا فريدة ونادرة... لكن كابوس الأسد القاصر ومن قبله الأسد الهالك كان مخيما على أجواء الوطن.. فلم تظهر سورية على حقيقتها.. وعندما اندلعت ثورة الحرية خشي الأسد أن يكتشف العالم وجه سورية الجميل الذي كان يغشيه الظلم والظلام.. فمضى يقتل شعبها ويدمر بنيانها ليطمس معالم روعتها ورونقها..
الأحرار يؤمنون بمن معه الحق.. والعبيد يؤمنون بمن معه القوة.. فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية.. ودفاع العبيد عن الجلاد.

ليست هناك تعليقات