آخــــــر مــا حــــــرر

قتلنا المستكثرون



                                                 
ثمة ظاهرة في الثورة السورية , أتعبت العمل الثوري وكلفته عناء ما لا يطيق  ألا وهي ظاهرة الاستكثار ورأينا هذه الظاهرة متمثلة في زهد الكثيرين من الثوار والمثقفين  بقبول أي دعم أو عون يأتي من الخارج فتراهم يرفضون التدخل الخارجي خوفا من تهمة الخيانة أو العمالة، وترى آخرين لا يرحبون بأي انشقاق بل ويشككون فيه، خشية أن يزاحمهم على مناصبهم, وترى البعض يهاجمون الداعمين من الأصدقاء دون النظر إلى ما قدموه بدلا من شكرهم.
وحيال هذه الظاهرة «ظاهرة الاستكثار» نقف حائرين, لا سيما ونحن ننظر إلى ضخامة الدعم المقدم للطرف المعادي وبلا حدود, ونشاهد حجم الجريمة المطبقة على الشعب السوري, ونبصر حاجة الناس الى أي دعم صغيرا كان ام كبيرا, وهم إما عالقون على الحدود أو مهجرون قسرا أو معتقلون أو يتامى أو أرامل أو منكوبون.
إن المستكثرين الزاهدين بأي دعم خارجي هم إما من الذين يخافون على شخوصهم أن تطولها تهمة العمالة للخارج, أو الخيانة العظمى أو من الذين يخشون أن تنالهم تهمة الإرهاب, أو تهمة الطائفية، أو من الذين وعدوا بالمناصب في سوريا المستقبل من جهات معادية, لكن هناك سبب مهم يكمن وراء ظاهرة الاستكثار وهو دعاية النظام  المنهجية عبر جيش من الإعلاميين والالكترونيين, تلك الدعاية التي تحرص على تشويه صورة المنشقين وتخون كل من يتعاطى مع الخارج وترعب من يتحدث عن طائفية النظام وترهب من يتكلم عن طلب النصرة.
بقلم ناصر ابو المجد.   23/5/2012.                                                                                                                                                                                             

ليست هناك تعليقات