آخــــــر مــا حــــــرر

للثورة السورية صفات مميزة وحصرية..




الثورة السورية «ثورة حقوقية».. طالب الشعب السوري بحقه الإنساني بالحرية والكرامة والحياة.. مسنوداً بدعم من كل  الشرائع السماوية والأرضية.. متحدياً برؤيته كل المخالفين الذين ينظرون إلى المحتجين وكأنهم يبتدعون بدعة لا يعرفها العالم.
عمل نظام الأسد على إفراغ الثورة من محتواها الحقوقي.. كما عمل على جعلها ثورة البطون الخائرة، وثورة المطالب الحياتية التافهة.. إن بطش النظام بالشعب الثائر عزز حق الشعب السوري بمطالبه السامية النبيلة.. فأراد النظام تعزيز رؤيته، فعمد إلى محاصرة المناطق  المنتفضة ليضطر المحاصرون للمطالبة بالطعام والدواء.. فتصبح الثورة ثورة مطالب مادية واحتياجات معيشية.
تميزت الثورة السورية عن غيرها من ثورات الربيع العربي بكونها «الثورة المعجزة» من حيث انطلاقتها، وثباتها، فلا أحد كان يصدق أن شعباً مكبَّلاً بأغلال ثقيلة ومقيَّداً بقيود وازنة، كان بمقدوره أن ينتفض على أطغى طغاة التاريخ.. وبجرأة لا تشبه تلك الموجودة على كوكب الأرض.. يختلط هتافهم بصوت الرصاص والقذائف في مشهد منقطع النظير.
تميزت ثورة الكرامة السورية عن سواها من الثورات بأنها «ثورة استثنائية» بكل المقاييس.. وبتحطيمها للأرقام القياسية التي سبقتها في كل شيء.. في أعداد الشهداء والمهجّرين والمعتقلين.. وفي كمية النيران التي صبت على سورية.. وعدد المتدخلين فيها ومدى وحشيتهم.. وحجم الكوارث وثقل الفواجع، والأهم من ذلك تميزت في الشجاعة الاستثنائية للشعب السوري، مصحوبة بالصبر والصمود وصدق الإيمان وعمق اليقين.
لقد أجمع المراقبون على أن الثورة السورية «ثورة فاضحة» فقد كشفت الغطاء عن أخطر مؤامرة كانت تحاك للمنطقة بأسرها وهي مؤامرة «المقاومة والممانعة»، متمثلة بمحور تقوده إيران، كان يخطط للتمدد في المنطقة والعربية والإسلامية، وبسط كامل نفوذه عليها، وإجراء عملية تغيير هوياتي، قومياً ودينياً، تحت شعار مقاومة إسرائيل، وتحرير المقدسات.
إن ثورة الكرامة السورية هي «ثورة وطنية» بامتياز.. شارك فيها كل أطياف المجتمع السوري، لينالوا شرف الانضمام إلى اللحظة التاريخية، التي لا تقبل الوقوف في منطقة الوسط بين الضحية والجلاد.. بين صاحب الحق وراعي الباطل.
لم يتسبب في قيام الثورة السورية أي عامل خارجي.. فقد كان قرار اندلاعها قراراً وطنياً خالصاً.. بل إنه فخر الصناعة الوطنية.. التي لا تقبل التزييف والتقليد.
لم تكن ثورة الكرامة السورية ثورة فئوية ولا جهوية ولا طائفية.. مع أن النظام حاول الإيحاء بأنها تنطوي على دوافع طائفية.. وقد أوحى بذلك ليعبئ الطائفة التي ينتمي إليها ضد الثورة.. ويشحن سورية بشحنة الأحقاد المقيتة.


ليست هناك تعليقات