آخــــــر مــا حــــــرر

المؤامرة ايرانية بامتياز


إن المتأمل بعمق إلى المشهد السوري يجزم أن هذا المشهد قد طرأ عليه متغير جديد كشفته الثورة ألا وهو العدو الإيراني الأشد عداء من أي عدو آخر بأشواط بعيدة، العدو الذي استفاد من كون اسرائيل في الواجهة، فاختفى وراءها وفعل ما لم تفعله اسرائيل، العدو الذي لا يمكن التفاهم معه إلا بعد الاعتذار من «آل البيت» والتبرؤ من قتل «الحسين»، عدو استراتيجي إيديلوجي طائفي تاريخي خرافي ثأري تحكمه نظرية الغيب والأموات، عدو لا يكترث بالأعراف الدولية ولا يخجل من الكذب أو من ارتكاب الجرائم القذرة، عدو يقع خارج السياق الحضاري والانساني.

لقد اعتاد المثقف العربي أن يرى في الساحة عدوا واحدا هو إسرائيل، لكن العدو الحقيقي هو ذلك العدو المتخفي خلف إسرائيل والذي استفاد من وجود إسرائيل في الواجهة وفي ذهنية العروبيين وراح يتسلل في ظلمة جهل  ذلك المثقف العربي ليفعل ما لم تفعله إسرائيل، ولم يفعله أي عدو آخر مجرب إنه العدو الايراني الكريه.

 ليس من المفيد الحديث عن مؤامرة كونية.. فالمؤامرة ايرانية بامتياز وقد أعدت إيران لها غرف عمليات سياسية وعسكرية واستخبارية وإعلامية ومالية.. وهي في حالة انعقاد دائم ونشط تديرها إيران بالتعاون مع روسيا ودلائلها واضحة للعيان تمثلت في إرسال الخبراء العسكريين والسياسيين والتقنيين إلى سوريا، وفي حشد فرق الموت الرهيب وتأزيم الموقف الدولي بغلق الباب أمام أي دعم سياسي دولي وممارسة التشبيح السياسي في المحافل العربية والدولية والتشويش على الفضائيات التي تغطي أحداث الثورة والضخ الإعلامي المستمر لتشويه صورة الثورة في كل مكان، ودفع الأموال الطائلة لشراء الذمم والضمائر وتزويد النظام بأعتى أنواع الأسلحة وتصدير الفتاوى المغلفة والخطط المعلبة التي تتيح ارتكاب المذبحة الكبرى و الملحمة العظمى.

ليس قليلا ما تفعله إيران من جرائم بحق السوريين ثم يصمت المثقفون حيالها صمت القبور!!! فإيران: شكلت حلفا معاديا للثورة السورية يضم العراق وروسيا وحزب اللات.. ودعمت اتجاها عربيا متخاذلاً، يتمثل في موقف الجزائر وآخر معاديا يتمثل في موقف لبنان، وأثرت على موقف الإخوان المسلمين فأتى مواربا وموقف حماس فجاء خائنا، ولقد وجهت إيران النظام بارتكاب الفظائع بلا حدود ودعمته إعلامياً، وغطته سياسياً، لكن ايران ارتدت على أعقابها خائبة مدحورة.

من أخطر مؤامرات ايران ضد الشعب والأمة تصدير أجنحة من القاعدة الجهادية كان أشدها خطورة تنظيم دولة داعش التي خلطت الأوراق محليا ودوليا. هنا تكمن المؤامرة التي يجب التعامل معها وكل ذلك يمكن اختصاره بمقولة "ايران تحتل سورية" وأن ثوار الوطن يخوضون معركة التحرير المشرفة، وأن ايران لا تملك سوى الانهزام أمام ضربات رجال الثورة الأفذاذ.

تشكل لدى الشعب السوري  وعي مخضب بدماء الشهداء والأبرياء كشف لنا عن عدو إرهابي انتقامي متخلف، كان يختبئ وراء لافتات فضفاضة، ورايات عريـضة، تدعي المقاومة والممانعة ذلك الوعي أنتجته الثورة السورية العظمى ويفيد أن العدو الأول للشعب السوري والأمة جمعاء هو إيران, وأثبت الشعب مرة أخرى أنه متقدم على النخبة في وعيه كما هو متقدم في الحراك الثوري, وما على النخبة إلا أن تلتحق بذلك الوعي كما التحقوا بالثورة ويعلنوا أن إيران هي العدو الأعدى للشعب والأمة ويضعوا إيران في صدارة التصنيف المعادي عندئذ نكون قطعنا المسافة الأكبر في  طريق المعركة السياسية.

بأي شكل وبأي ثمن تعمل إيران على تثبيت الوريث القاصر بائع سوريا في السلطة.. هم لا يريدون أن يتوقف القتل والتعذيب بحق الشعب السوري.. وهم يعلمون أن وجود بشار الأسد هو الضامن الأفضل لتنفيذ أكبر كمّ من الجرائم.

إيران مستعدة دوما لتقديم خدماتها الإجرامية. واليوم تتقدم إيران بأوراق اعتمادها أمام القيصر الروسي والتي مضمونها أن بإمكاننا أن نقتل بلا حدود وندمر بلا قيود.. وليس للجريمة سقف عندنا.. ليلتقي المجرمون جميعاً على هدف واحد هو القتل والتدمير.

.............................................................ناصر ابو المجد 11/3/2015

ليست هناك تعليقات