آخــــــر مــا حــــــرر

للسوريين إرادة لا تقهر وعزيمة ضد الكسر


يتساءلون: ما هذا الشعب العظيم؟ يتخيل أحدهم أنه منحوت من صخور الجبال...أو أنه قطعة من المحال.. أساطير الجريمة تنهزم أمامه مدحورة خائبة. لن نتحدث في السياسة بعد اليوم.. اليوم أعداء سوريا ينهزمون ويخسرون.. مع تخاذل عالمي غير مسبوق... كيف انهزموا؟ لا ندري؟. نعلم شيئا واحدا هو: أن أرض سورية عصية على الأعداء. وليتحدث السياسيون كيفما يشاؤون.
مجرم الحرب بوتين حاول خداع العالم بأنه تدخل عسكريا في سورية لضرب تنظيم داعش.. لكنه في الحقيقة استهدف الثوار والشعب السوري الأعزل وسلم منه تنظيم داعش.. وطائراته لازالت تستهدف المدنيين المحاصرين بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وأخلاقياً فهل وصلته رسالة الشعب الذي لا يستسلم؟.
السوريون يدركون كذب روسيا في كل خطواتها وتصريحاتها.. لكن على كل الأحوال فإن نتائج غزو روسيا لسوريا هي: مدن مدمرة.. ومناطق محيت عن الخارطة.. ودماء وأشلاء.. وطاولة مفاوضات محطمة .. وأسد خائب محتار.. فهل سيكون اتفاق تركيا وروسيا مختلفاً عن سابق عهده؟.
بعد كل هذا الإجرام الروسي فإن الشعب السوري لا يمكن أن يثق بالروس.. كما أنه لا يمكن أن يحبهم أو يتقبل أي تسوية معهم حتى يعتذروا من الشعب السوري عن جرائمهم والاعتذار لا يكفي.. ولا يرضى السوريون الأحرار بأي شكل من أشكال العلاقات المستقبلية مع القتلة المجرمين.
عادة ما تكون الهدن المقترحة من روسيا في سورية فرصة ليكشف العالم مدى الخراب والدمار الذي أحدثه بشار الأسد وحلفاؤه الروس والايرانيون.. فاستمرار القتال غالبا ما يحجب الرؤية.. وخاصة عندما يبدو واضحا للعالم أن بائع سوريا هو مدمرها وهو في الحالتين «بشار الأسد».
لا يثق شعب سورية الأبي مطلقاً بالنوايا الروسية.. لأن أفعالهم القذرة دلّت على نواياهم العفنة.. فالروس محكومون لسياسة «دعم الطغاة المستبدين».. لكننا نؤمن أن هناك ظروفا خانقة قد تجبر الروس على الرحيل.. ومهما يكن من أمر روسيا فهم بالمحصلة أعداء حقيقيون سواء خرجوا أو دخلوا.
الدب الروسي كان سيرحل منذ مدة طويلة!!!.. لكن الذي أجّل رحيله هو ذيله الذي كان عالقاً بين الصخور.. نعم ذيله بشار الأسد.. لكن الدب الروسي قد لا يستطيع أن يتحمل مزيدا من الضغوطات جراء تورطه في سورية.. فقد يقطع ذيله وينسحب دون الاكتراث بمصير الذيل.
علينا أن نتذكر أن تدخل روسيا في سوريا قد شد من أزر الأسد وحلفائه الطائفيين.. وساهم في تقوية معنوياتهم المنهارة.. بنفس المنطق يمكن استنتاج أن الخروج الروسي من سوريا سيكون كافيا لهزيمة الأوغاد معنويا.. ومن هنا علينا التركيز على فكرة إجبار الروس على مغادرة سورية باستخدام الحرب الناعمة.
ظن بوتين أنه قادر على كسر إرادة الشعب السوري.. وأفرح كثيرا عندما كان يرى الناس يصرخون حول الأنقاض التي أخفت أبناءهم وذويهم.. وأفواجا من السوريين عالقين على الحدود من جراء قصفه الغاشم.. لكنه نسي أو تناسى أن في سورية شعباً لا تهوله جحافل الموت الأحمر .. ولا تخيفه صواريخ الغدر الحاقدة.
بعد ما يقرب من أربعة أعوام على الغزو الروسي لسورية الحبيبة... وبعد كل هذه الكميات من البارود والنار التي سقطت فوق رؤوس السوريين .. يقوم الروس بفحص أسلحتهم متسائلين: ترى هل كان كل ما ألقيناه فوق رؤوسهم مفرقعات ولادية أم ألعابا نارية؟ أم أن للسوريين إرادة لا تقهر وعزيمة ضد الكسر؟.


ليست هناك تعليقات