آخــــــر مــا حــــــرر

مبادئ في السياسة تحتاجها قوى الثورة السورية.





  1. نظرية المؤامرة الكونية غير مجدية لأن علاقات الدول قائمة على تضارب المصالح، ولا يعقل أن يتواطأ العالم كله على محاربة شعب، ولأن الاعتقاد بالمؤامرة الكونية يغلق الأفق السياسي، ويقلل من الخيارات المتاحة، وهو إعلان مبكر وضمني للهزيمة، كما أنه مبدأ ظالم يضع العالم كله في سوية واحدة، ويخلق حالة من العزلة الدولية، ويبرر التقصير لأنه يعلق الأخطاء كلها على الآخرين.
  2. من المفيد التعامل وفقاً لنظرية المصالح، لا سيما وأن الشعب السوري شعب عريق يتشرف الكثيرون بالشراكة معه، ونحرص على أن نقدم أنفسنا للأصدقاء كمصلحة لا كتهديد، ولا ننكر على الآخرين مصالحهم التي لا تضر بمصلحتنا، ولا مصالح مشتركة تجمعنا مع الأعداء، ولا يصح إرضاء العدو بمنحه امتيازات ليكف عن عدائه. 
  3. من المفيد الاستفادة من حالة الانقسام الدولي حيال الثورة السورية، وتعزيز هذه الحالة، فالواقعية السياسية تحتم علينا التعاطي مع من أطلق على نفسه مسمى الصداقة بوصفهم أصدقاء، ومن انحاز إلى النظام القاتل بوصفهم أعداء، وتعميق الفرز بين معسكري الأصدقاء والأعداء، والابتعاد عن التموضع في موقع العدو المشترك، حتى لا نكون هدفا مشتركا للجميع.
  4. من المجدي اعتماد ثنائية السياسة القائمة على الترحيب بكل دعم والتنديد بكل عدوان، واعتماد خطاب إعلامي فيه خشونة مع الأعداء وليونة مع الأصدقاء، عملاً بمبدأ تضييق دائرة الأعداء، وتوسيع دائرة الأصدقاء.
  5.  دعم الجريمة لا يسمى موقفاً سياسياً، فدعم الجريمة وارتكابها هو جريمة وليس له اسم آخر، ولا يمكن التعامل مع داعمي الجريمة باعتبار موقفهم سياسياً أو مصلحياً، فالمصالح شيء والعدوان شيء آخر.
  6. الخطاب الشمولي لا يجدي لأنه يضع الجميع في خانة واحدة، ومن المهم جداً العمل على التفاصيل الدقيقة، بحيث نفرق بين العدو والصديق وبين عدو وعدو آخر، وبين صديق وآخر.
  7. الثورة السورية حدث كبير طارئ على الرتابة الدولية، ومن العبث الادعاء بأننا قادرون على تمرير مشروعنا دون التناغم مع المعادلات الدولية الراسخة، وليس مطلوباً من الآخرين تغيير سياساتهم وتحالفاتهم حتى نعدهم أصدقاء، وعلينا الإقرار بأن ثورة الكرامة قامت لتغيير النظام لا لتغيير العالم ليتماشى العالم مع مزاج الثائر.
  8. السياسة تتعامل مع ما حضر وما ظهر من المواقف والتصريحات دون استدعاء للتاريخ ولا استحضار للفرضيات، فاستدعاء التاريخ يجلب مزيداً من الأعداء، والوطن الجريح لا يحتمل أعداء أكثر من الأعداء الحاضرين على الملحمة، واستحضار الفرضيات يخلق مزيداً من الوهم والشكوك.
  9. السياسة خيارات فلا يوجد سياسة دون اختيار، لكن السياسة المتقدمة هي التي تبحث عن أفضل الخيارات، وليس أمثلها، بحيث يكون الربح في حده الأعلى والخسارة في حدها الأدنى، وخيار الربح المطلق بلا خسارة غير موجود أصلاً.
  10. يجب الإقرار بأن هناك ثمناً ما يجب دفعه ليمر مشروعنا بسلام، وفقاً للمنطوق السياسي، والحكمة تكمن في القبول بأقل الأثمان لتحقيق الأهداف، وفي كثير من الأحيان يؤدي رفض الثمن القليل إلى دفع أثمان باهظة وفي غير مكانها الملائم.
  11. من المهم جدا عزل العدو الأعدى عن محيطه الإقليمي والعالمي، وذلك بفرض الرقابة الصارمة عليه وإفشال خططه، وفضح مؤامراته، وكل ذلك للحد من خطورته، وحماية مصالحنا منه، ويجب رفض حضوره في أي حوار أو تسوية، واعتبارهم الجزء الأكبر من الأزمة ولا ينبغي أن يكونوا جزءاً من الحل.
  12. نمارس السياسة في الملعب الذي نحرز فيه الأهداف، لا في الملعب الذي نتلقى فيه الأهداف، فالتعاطي مع الأعداء أمر يزيد في قوتهم ويعزز من حضورهم، فكما نطالب المجتمع الدولي فرض القطيعة عليهم فنحن الأولى بمقاطعتهم لا بالجري خلفهم، وبدلاً من ذلك يتحتم الحضور في محور الأصدقاء للمساهمة في تفعيل دورهم حينما يهدؤون.
  13.  لا نبدي حماسة للمنظومات المختلطة بالأصدقاء والأعداء فهي مغلقة بالفيتو، كمجلس الأمن المغلق بالفيتو الروسي والصيني، ومن المفيد أن نهتم بالجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفها برلماناً دولياً مع أن قراراتها غير ملزمة، وكذلك منظمات حقوق الإنسان، وهيئات المجتمع المدني والمحاكم الدولية.
  14. من تمام المصلحة استخدام لغة التطمينات التي تزيل مخاوف دول بعينها، وأهم هذه التطمينات تلك المتعلقة بملف الإرهاب الذي يهدد المصالح العليا لمجموعة الأصدقاء، وملف العدالة الانتقالية والسلم الأهلي.


ليست هناك تعليقات