آخــــــر مــا حــــــرر

المضي في طريق الثورة شهادة.. والتراجع عنها انتحار ومهانة.




ü      إذا كان المضي في طريق الثورة شهادة، فإن التراجع عنها انتحار ومهانة، قمنا بالثورة عندما أيقنا أن النظام الأسدي مستبد وفاسد، وبعد الثورة اكتشفنا أن خلف الاستبداد والفساد نزوعاً طائفياً حاقداً معادياً، متأهباً لحرق كل شيء دون هوادة، فنظام الأسد الطائفي هو سلطة احتلال خارجي في أصله، وهو غير أمين على مصالح البلاد، ولا حريص على نهضتها وتطويرها، بل إن البلاد والعباد أرخص عنده من من الذر والتراب.
ü      يحق لكل حر شريف أن يفتخر بثورة الكرامة السورية ويتشرف بها ويعدّها الأعظم في التاريخ، فقد أنتجت الثورة لوحات من البطولة والفداء والشجاعة والإباء، واكتشفنا جيلا من الشباب لا تهوله بوارق السيوف، ولوامع الحتوف، واهتزاز الرماح، ولفح الرياح، ولا خشونة الظروف، ووعورة الدروب، شباب عايشوا شح الموارد، وانغلاق المصادر، ونهضوا بالأعباء الجسام دون شكوى، وتحملوا المسؤولية التاريخية بكل أمانة وجدارة.
ü      إن ثورة لا يحبطها حجم الجريمة، وهول الكارثة، وضخامة المذبحة، وعظم الملحمة، وتكالب الأعداء، وتخاذل الأصدقاء، وقلة الدعم، وتعقيد المشهد، وتراكم الآلام، وتكاثف الأحزان، وانغلاق الأفق، لهي ثورة جديرة بالاحترام، وأهل لتصدر لوائح الفخر على مر الزمن.
ü      ما يثير الدهشة والاستغراب أن ترى أنصار النظام أكثر حماسة ونشاطا وتوحداً من أنصار الثورة، وهذا ما أحدث فارقا ملحوظا في كسب النظام لكثير من المعارك السياسية والإعلامية، وخاصة معارك الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، ومما يدعو للسخرية  أن يتصدر المراكز القيادية في الثورة السورية من ليس لديه همة لحمل الأعباء ولا إمكانية للتخطيط والإدارة.
ü      إن ما يثير الذعر ويدعو للقلق ولا يمكن التسامح معه أن كثيرا من أولي الشأن في الثورة مرتبطون ارتباطا وثيقا بأعداء الشعب السوري كإيران وروسيا، ويعملون وفقا لبرامج عدائية، ينفذون مخططاتهم مقابل وعود رخيصة بمناصب وضيعة ، والأشد من ذلك إدهاشا أن ترى البعض من المحسوبين على الثورة لا يرغبون بإسقاط النظام لان ذلك  يقضي على مكتسباتهم الشخصية والمادية وربما يفضح بعض ممارساتهم الآثمة.
ü      عندما يتكلف بعض المثقفين عناء التفكير بالعمل الثوري فإنهم ينصرفون إلى تشكيل أحزاب سياسية ليلمِّعوا شخصياتهم بها، ويتنافسون في إعداد البرامج لها، مع أنها لا تعدو عن عملية نسخ ولصق مع بعض الروتوش التكميلي، كل ذلك استعدادا لسوريا ما بعد الأسد التي تنتظرهم على البال البارد المستريح، وكأن سوريا اليوم لا تعنيهم بشيء، فلها  من يحررها ويدفع الثمن الأكبر من أجلها، وهم قوم نذروا أنفسهم لإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، أما المتحزِّبون فيريدون أن يكسبوا كلا الأسوأين المال والسلطة.
ü      يقولون ما الداعي لقيام الثورة وما لزوم المعارضة أصلاً ألم تكن سوريا بلد الأمان والاستقرار؟. نعم لكنه أمان العبيد، فالأمان في سوريا عقدا اجتماعي  بين  حاكم  سلب الشعب كل شيء، ثم تفضَّل عليهم ببعض الشيء، وشعب قدّم كل شيء، ثم تحصل على بعض الشيء، يقدم الشعب قرابين الولاء وطقوس المذلة وشعائر التسبيح وصمت القبور، وبالمقابل يقدم الحاكم للشعب مملكة الرعب وإمبراطورية الفساد، هذا هو الاستقرار الذي كانت تنعم به سوريا.
ü      ثورة الكرامة السورية حطمت كل الأرقام القياسية، فهي الأكثر في عدد الشهداء الأوفياء الأنقياء، وفي عدد الخنساوات الصابرات المحتسبات ممن قدمن فلذات القلوب ومهج الأرواح بمنتهى الرضا والقبول، وفي مشاركة الطفولة الوادعة حيث قدم أطفال الوطن مساهمات الشرف والفخار في حالة تشبه المعجزات.
ü      الثورة السورية وضعت حجر أساس الكرامة للإنسان السوري، ووضعت حداً لعربدة الطغاة المستبدين، وغيرت المعادلة التي كانت سائدة سابقاً وهي معادلة أسياد وعبيد، ووضعت معادلة جديدة هي أحرار وثوار يواجهون الطغاة الأشرار.
ü      في سورية ثورة حقيقية وليست حدثاً عارضاً. ثورة البركان حين تستعر الحمم في جوفه، ثورة الإعصار حين يشتد غضبه، ثورة من أجل الحرية والكرامة لا من أجل المعايش والمطالب، ثورة الغضب الهائج، غضب العقول والضمائر والقلوب، ليست ثورة الجياع والفقراء المنهمكين بحشو البطون وملء الجيوب.

هناك 3 تعليقات:

  1. الثورة مستمرون حتى النصر بأذن الله لا تراجع عن ولا تنازل عنها مبدء واخترنا طريقنا ولنا الفخر في متابعة هذا الطريق
    الشهادة او النصر عاشت سورية حرة ابية

    ردحذف
  2. أذناب النظام وشبيحته اختاروا الأسد أودمار البلد
    وأحرار سوريا اختاروا النصر أو الشهادة لتكون سوريا حرة كريمة بدون الأسد
    وسينتهي الأسد ونبني سورية من جديد وزمن الأسد انتهى إلى غير رجعة وسينتهي من اختار المال والسيادة بدل النصر أو الشهادة ان شاء الله.

    ردحذف
  3. رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه

    ردحذف