آخــــــر مــا حــــــرر

الثورة السورية تهزم كل الاحتلالات




بشار الأسد- ومن قبله والده حافظ الأسد- لا يتعامل مع الشعب السوري كمواطنين، لهم حقوقهم المشروعة بالحرية والحياة الكريمة، ولا ينظر إلى سورية كدولة يجب أن يكون لها موقعها المتميز في المنطقة والعالم.
هو يعتبر أن سورية ملك حصري له ولعائلته، ويحق له أن يتصرف في هذا الملك كما يهوى، يبيع فيها ويشتري متى يشاء وكيفما يشاء. وعندما احتاج بشار الأسد أن يدعم بقاءه في السلطة بعد اندلاع ثورة الكرامة راح يرهن الوطن للغزاة الطامعين، وتحديدا لروسيا وإيران. وليس لدى بشار الأسد أدنى مشكلة في استدعاء المحتل الخارجي، فالمهم لديه هو بقاؤه في السلطة مستبداً برقاب الناس، ويسيطر على مقدرات البلاد، فالمهم بالنسبة له ألا تعود سورية التي اغتصبها والده إلى أصحابها الشرعيين. فالثورة السورية- في أصل اندلاعها- تحمل في طياتها مشروع تحرير لسورية من الاحتلال الأسدي.
نعم هو احتلال بكل ما للكلمة من أبعاد، احتلال أمني وعسكري وسياسي واقتصادي وفكري، فقد مارس الأسد الاحتلال بسقفه الأعلى، وكان على الشعب السوري تحرير أرضه من هذا الاحتلال الغاشم، المترافق مع ارتكاب أبشع أنواع الجرائم وأشدها تعقيدا.
من المؤكد أن المحتل الفرنسي لم يفعل ما فعله الروس في سورية من مجازر تمثلت باستهداف المدارس والمساجد والمشافي والاسواق، ومن المؤكد أكثر أن الأسد يتحمل المسؤولية كاملة عن الجرائم التي وقعت في سورية، وأن استدعاءه للمحتل الروسي يمثل وصمة عار إضافية على جبينه الذي لم يعد يتسع لمزيد من الوصمات المشينة.   
على أية حال لا ينبغي للأسد أن يفرح بطيشه الجنوني وهوسه في السلطة فالمحتل الروسي لم يتعامل مع الأسد إلا باحتقار وازدراء، فالأسد الذي تأبّى أن يتنازل للشعب السوري أدنى تنازل هو اليوم مضطر أن يتنازل عن كرامته أمام القادة الروس.
من الخطأ القول بأن أمريكا هي التي استدعت روسيا للتدخل في سوريا.. كما أنه من الغلط الادعاء بأن إسرائيل هي التي أدخلت إيران وذيلها (حزب الله) إلى بلدنا الحبيب.. فإيران لديها من الدوافع الإديلوجية المقيتة والأحقاد التاريخية البغيضة ما هو كاف للتدخل في سوريا وخاصة أنهم يتشهَّون مثل تلك القصعات الطرية.
كما أن لروسيا الهمجية الكثير من الدوافع الذاتية للتدخل السافر في سوريا، مضافاً إليها استدعاء إيران لحليفها الروسي بعد إيفاد الهالك المدفون مؤخراً (قاسم سليماني) ليطلب النجدة من بوتين حاملاً معه كتلة مالية مغرية أسالت لعاب بوتين الذي لا يتحرك إلا بعد قبض (الملعوب).
خلاصة القول:
استنجد الأسد بالمجموعة الإيرانية لتفادي السقوط... ففشلت إيران وانهزمت... فاستنجد الإيرانيون بروسيا لإنقاذهم.. وبعد سنوات من التدخل الروسي تلتفت موسكو إلى بشار الأسد فتجده جثة هامدة.. وتلتفت إلى إيران فتراها في النزع الأخير.. فيدخل الروس في الزوايا الحادة واقفين على أرض طينية زلقة، توشك أن تهوي بهم في غور الهزيمة السحيق.   
ناصرأبوالمجد

ليست هناك تعليقات