آخــــــر مــا حــــــرر

لماذا هي ثورة التاريخ؟.



§                     بكل بساطة ووضوح هي كذلك لأنها ثورة الحق المبين ضد الباطل اللعين.. ثورة وصلت ارتداداتها إلى معظم أنحاء العالم.. ولأنها ثورة شعبية نظيفة.. وطنية واضحة.. عظيمة الأهداف شرعية المطالب.. ولأنها تواجه أعتى طواغيت الزمان ولا يهمنا لغو اللاغين.

§                     إن موجة ثورية جديدة تتقدم إلى الأمام في العام الجديد 2020 بخطوات ثابتة لتقول للعالم كله: إن ثورتنا لا تموت.. وهمم الشباب في صعود.. ومهما تكن الصعاب فسوف نقابلها  بإرادة التغيير وعزيمة التحرير.

§                     ليس الميت من ووري الثرى وودعه الناس بالحزن والبكاء.. لكن الميت من مات ضميره فانعدم الإحساس لديه وتعطل الشعور بين جنبيه.. وليس الأموات من قتلوا ثمناَ للحرية والكرامة.. إنما الأموات هم الذين قتلوا ثمنا للعبودية ودفنوا أنفسهم في مقابر الإذلال مع الصاغرين الأنذال.

§                     إن ثقل الأزمة الواقعة على أهلنا في الداخل يقتضي من جميع الشرفاء العمل بالطاقة القصوى.. فسورية تستحق منا بذل المزيد من العطاء.. ودماء الشهداء تنادينا لتقديم الكثير.. والعار يلبس أهل الحق عندما يسبقهم أهل الباطل في باطلهم.. وأصحاب الحق هم أقرب للباطل إذا لم يدافعوا عن حقهم.
§                     عندما جاءت الثورة السورية قلبت المشهد العربي فأصبحنا نرى أرباب المقاومة هم الذين ينهشون لحومنا.. ويدمرون بلدنا ويكشفون عن حقد لم نكن نتوقعه.. مدعومين بقرار ايراني يقضي بتثبيت الأسد في السلطة ولو أحرق العباد ودمر البلاد.
§                     كشفت ثورة الكرامة السورية القناع عن أكبر مؤامرة كانت تحاك ضد المنطقة جمعاء.. مؤامرة ايران التي تقضي بالتمدد في المنطقة كلها تحت شعار كاذب «الموت لإسرائيل» مخفية شعار: «يا لثارات الحسين».. واليوم صارت الشعارات الطائفية ترفع على العلن ودون خجل.. حتى صارت إطلالات السيء حسن توحي بالعهر السياسي الذي لا شبيه له.

§                     اندلعت ثورة الكرامة السورية من أجل الحرية والكرامة ضد طاغية أسرف في ظلم الناس وقهرهم  في حالة من الإجماع الشعبي لم تشهده سوريا في سالف عهدها مع الاحتلال الأسدي.. وفي تلون فسيفسائي منقطع النظير.. صنع لوحة من الأجواء الاحتفالية أخرج الشعب فيها مخبوءاته من الإنكار لذل العبودية وخسف الخضوع.. وأفصح عن مخزوناته من العزة والإباء بعد أن تم كبتها في النفوس وخنقها في الصدور بيد الإثم والطغيان.

§                     صحيح أن ثمن الحرية كبير لكنه يدفع مرة واحدة.. ويدفعه جيل واحد.. أما ثمن العبودية فهو أكبر بكثير وتدفعه الأجيال من كرامتها ونهضتها.. ثورة الكرامة السورية هي إعادة لصياغة الإنسان السوري من كائن مصفق إمّعة مهان.. إلى كائن حر كريم مبادر.

§                     العمل الثوري واجب وطني واستحقاق تاريخي وضرورة شرعية. هو ليس هواية ولا وظيفة ولا اندفاعا مزاجيا.. لكنه شرف على صدور أصحابه.. فهو مرتبط  بقيمة الدماء الزكية وجسامة التضحيات السخية.. ومتصل بأهمية الكرامة والوطن والحرية.

§                     من مضى في طريق الحق فلا يقل: تعبت وسئمت ولا كللت ومللت.. فلا يصح لأهل الحق أن يقولوها حتى يقولها أهل البغي والعدوان.. وحتى يصرخ  بها الطغاة العتاة من شدة الألم والشقاء.

ليست هناك تعليقات