آخــــــر مــا حــــــرر

نظام المافيات



1963 تاريخ قذر عفن ولحظة مشؤومة وناقة ولود للشر أنجبت شرا مستطيرا وحقدا دفينا على هذا الوطن السوري الجميل الذي كان نبراسا ومنارة يُهتدى بهديه وشجرة وارفة الظلال يُستظل بظلها.
لكن أمرنا هذا دُبر بليل ومُزجت سمومه بويل.. والتاثت دمشق الياسمين بطاعون البعث وقاذوراته وتغلغلت حمى آل الأسد في عروقها وانتشرت على خديها بثور الطائفية والاثنية والفساد واعتلت دمشق وأهلها وعز الطبيب المداوي واستمرأ زارع الطاعون الاسدي في وطني شبقه للسلطة وبذله كل انواع الجريمة ومختلف صنوف الاجرام.
ولم يترك حكم المافيا فرصة صغيرة ولا كبيرة الا واهتبلها لتأكيد وفائه وطاعته وشديد انصياعه لأعداء الوطن.. الذي حوله لمقبرة أموات وسجن كبير أطلق فيه كلابه المسعورة تنهش وتفتك وتمزق غير آبهة ولا مكترثة فالوطن كله متجسد بالقائد الخالد المخلد المعصوم المنزه وكيل الرب وحامي الحمى وله السبق في كل مضمار وميدان فهو:
العامل الاول
الفلاح الاول
المعلم الاول
الفقيه الاول
العبقري الاول
والمواطن الاول
والحكيم الاول
وهكذا ديدن الطغاة البغاة الذين لا ينتمون للوطن ولا لتاريخه ولا لكيانه.. إنهم مجرد طفرة مرضية تنتقل بالعدوى وتعشعش في ليل مظلم حالك وتغفل عنها العيون فتتمدد وتستولي على الجسد كله.. وهكذا كان آل الاسد مجهولي النسب ومعدومي الأصل ومقطوعي الجذور هبطوا علينا من حيث لا ندري والتصقوا بوطننا من حيث لا نعلم فاستبدوا بالبلاد واستذلوا العباد ونهبوا السواد واستباحوا الحرمات ومزقوا الناس شيعا وأحزاب ونصبوا أعواد المشانق وأكثروا من المعتقلات والسجون واحتلوا العقول وزوروا الأفهام وأعادوا برمجة الذواكر ودجنوا الناس على معالفهم وأنتجوا جيلا طليعيا شبيبيا بعثيا فارغا سطحيا مُجهلا مدمرا مدججا بكل خزعبلات الدنيا وخرافاتها.
ولم يتوقف المد الطاعوني الاسدي عند هذا بل فتح أبواب الوطن على اتساعها ليلج منها كل زناة الارض وأراذلها وأوباشها ليكونوا لحكامها بطانة وحاشية وحماة لعرش السلطة.. التي لا تثق بمن تحكمهم ولا تنتمي لهم اصلا..
وهذا الجزء الراسي من جبل الجليد الذي لم نكن نراه او نعلم عنه شيئا حتى هلت علينا الثورة السورية الشعبية المباركة التي صهرت جبل الجليد وأذابت سنامه وكشفت سافله العفن الذي فاض بنتنه ووشله علينا وشكل أداة جارحة بيد الوريث القاصر مجهول النسب ومعدوم الفهم ومنزوع الانسانية.
فشاهدنا وشاهد العالم معنا بدعا من الجرائم التي تتأبى حتى الوحوش عن ارتكابها وتتعفف الضواري عن ممارستها.. ينفذها عتاة بغاة جناة ينتمون لعصور ما قبل الماموت.. وهم ذاتهم أعوان العائلة القذرة التي اتكأت عليهم لمواصلة تسلطها واستمرارها في الحكم طيلة تلك العجاف المرة والتي انقضت وطحنت برحاها على كاهل هذا الشعب الصابر المصابر.
ثم يأتي متشدق من هنا ومتفيقه من هناك وناعق من وراء الحدود ونابح من داخلها ليساجل بشرعية الثورة ويشكك بقداستها ويبتدع من فيض حماقته ودفق سفالته أكاذيب وأضاليل وترهات لتشويه الثورة وردها لمؤامرات ودسائس ليس لها اصل ولا جذر الا في مخيلته المريضة.
سيمضي قطار الثورة قدما وستزهر دماء الابرياء حرية وكرامة وستثمر تضحيات شعبنا وسيتعافى وطننا وينهض من تحت الركام وستشرق شمس جديدة فوق قبور الشهداء.
وسيرحل حكم المافيات وقطاع الطرق ومعه المرتزقة وشذاذ الآفاق الذين استجلبهم لحماية سلطانه الآيل للسقوط وسيتجرع من دافع ونافح عن كلب المجوس ندما وقهرا وخذلانا حين لا ينفع الندم.
كل التحية والتقدير للصامدين الثابتين الراسخين رسوخ قاسيون دمشق.. وزيتون ادلب.. وقمح الجنوب.. وإباء حمص الوليد.. لا يضرهم من خذلهم
وإنهم بثورتهم لمنتصرون.
هشام علي المصري

ليست هناك تعليقات