قضية السوريين حقوقية لا عسكرية ولا سياسية
يمكن تشبيه حال الثورة السورية برجل مسالم اعتدى عليه رجل ضخم مفتول
العضلات مدجج بالسلاح فاستولى على ماله وقتل بعض عياله، واختطف البعض الآخر.
فذهب
الرجل المظلوم إلى القاضي شارحاً له ما حدث معه بالأدلة والبراهين فنصحه القاضي
بالتدرب على فنون القتال وتقوية جسمه استعداداً لمنازلة المعتدي واعداً إياه
بالمساعدة..
فأدرك الرجل أن القاضي ينصب له فخاً محكماً يكلفه المزيد من الخسائر
دون أي مكاسب، فالمسافة بعيدة بينه وبين الظالم من حيث القوة الشكلية.
ليذهب الرجل
المظلوم إلى قاض آخر عارضاً عليه شكواه آملاً أن يساعده على إنصافه وتحصيل حقه،
ليتفاجأ الرجل بموقف صادم من القاضي الذي نصحه بالتفاوض مع المجرم على الثمن الذي
يمكن أن يدفعه ليسترد ذويه المخطوفين وأدرك أنه فخ من نوع آخر سيفقده المزيد من
المال والجهد وربما يخسر نفسه.
المؤكد أن الطريق الذي سلكه المظلوم صحيح من حيث
أنه قصد القضاء بحثاً عن الحلول!!!...
والمؤكد أكثر أنه لم يكن موفقاً بهذين
القاضيين..
لكن الأكثر تأكيداً هو أنه سيعثر ذات يوم على قاض يمسك ملفه بصدق
واقتدار يعيد له جزءاً من حقوقه ويعاقب المجرم على إجرامه مقابل الحق المهدور..
وريثما يجد المظلوم ضالته فهو مطالب حتماً بتقوية نفسه عسكرياً وتنمية مهاراته
سياسياً.
ليست هناك تعليقات