آخــــــر مــا حــــــرر

حراب الطاغية تتكسر على صخرة الارادة الشعبية




لقد شهد الاقليم ومن بعده العالم على شعبية الثورة السورية المباركة من ألفها الى يائها وكان طبيعيا أن تنفجر ثورة شعبية في بلد محكوم بالنار والحديد ومن زمرة طائفية بغيضة كارهة لاتنتمي للوطن ولا لشعبه ولا حتى لمناخه المعتدل فلقد عملت تلك المنظومة الوحشية وطيلة عقود أربع ونيف على تفريغ الوطن من كل طاقاته الفكرية ومقدراته العلمية وكوادره الثقافية ومدت يدها القذرة الى كل المؤسسات التعليمية وحولتها الى مداجن لتفريخ الموظفين حملة الشهادات الذين مثلوا أخطر أمية وأنكاها وأكثرها إيلاما وهي أمية المتعلمين الذين يشبهون الأقراص المدمجة التي تحتفظ بالمعلومات ولكنها لاتعرف عنها شيئا ولاتملك استخدامها أصلا واستمرت العصابة الحاكمة باستنزاف الوطن و( تطهيره) من كل القوى التي من الممكن أن تطالب او تقود او تشحذ الهمم للتغيير وجلس نظام العائلة القذر علي جبل من الجماجم وفي ظل نهر من الدماء وزنانزين للموت والاخفاء القسري تنتشر كالدمامل المتقيحة في جسد الوطن الممزق والمحتل والاسير والرازح تحت سنابك خيل الطائفيين والمنبطحين على أعتاب عواصم القرار يقدمون الطاعات ويقيمون العبادات لتنفيذ الطامات ونشر القذارات وصفت لهم الازمان وراقت لهم الأحيان وهجعت كل مخاوفهم فقد لانت لهم الرقاب وانحنت لهم الهامات وتحول الجميع تحت نصال سيوفهم الى دهماء وغوغاء تدجنوا على معالف السلطان واكلو من تبنه وعلفه وراحوا ينهقون له تارة وينبحون أخرى ويصفقون له كرة ويرقصون لمحياه وطلته البهية أخرى وزد على ذلك مؤسسة دينية فاسدة على سدتها عمائم نجسة يسكنها الف شيطان ويزورها الف آخر وشلال متدفق من فتاوى التليين والترغيب والترويض والسدح والمدح والردح لتطمين الحاكم بأمره وتطييب خاطره والتسبيح بحمده والثناء على منته ان سمح لنا ان نصبح عبيدا لديه وتستمر الحكاية وتنتقل من الاب المجرم الى وريثه القاصر في ظلال نفس الذل والعبودية والانبطاح وافتقار الوطن للطاقات المستنيرة والقادرة على التحريك ورغم ذلك تنفجر الثورة ويرتبك الطاغية وترتبك معه مؤسسته الكهنوتية والاعلامية وكل القوى التي زرعته نبتة شوكية في قلب الوطن ويُترك له الحبل على غاربه ليعيث في طول البلاد وعرضها قتلا وسحلا وسجنا وتدميرا وتهجيرا فيُهلك النسل والحرث والغرس ويُدمر البشر والحجر والشجر ونيران الثورة تتصاعد وتعلوا وتتسع لتشمل معظم مساحة الوطن الذي توشى بلوحة شعبية جميلة تصدح فيها الحناجر بلحن الحرية ونغمات السلمية وأناشيد الانعتاق من ظلامات الماضي وتتكسر حراب الطاغية على صخرة الارادة الشعبية وهضاب التحدي الجماهيرية ويدرك الطاغية المعتوه أنه ارتقى مرتقى صعبا سيهلكه وتتنبه قوى الشر لهذا ويتفتق ذهنها عن وصفة قاتلة او تكاد لتفسح المجال لنخب متسوسة عفنة تهرئ معظمها في بلاد المهجر وصدئت عقولها والتاثت أفهامها بعلمانية مشوشة وماركسية هالكة وقومجية منفصلة عن الواقع ودينية حربائية زئبقية سيتوبلاسمية تدخل من سم الإبرة ومن باب مغارة تسكنها هواجس السلطة وحق تاريخي غابر وتضحية وقرابين تم تقديمها على مذبح الحرية او هكذا زعموا إنهم الاخوان المتشيطنون والذين اغتنموا الفرصة وغزلوا عليها صوفهم ووبرهم واستخرجوا من جرابهم كل خباياهم العفنة ونشروا عسسهم في كل أركان الثورة ومدوا أذرعهم الأخطبوطية لكل أعداء الثورة بحسن نية أدهى وأمر من سوء نية فسمموا حرية الثورة وشوهوا سلميتها وحرفوا بوصلتها وطبلوا وزمروا لجزاريها ورقصوا على جثث أبطالها واستثمروا بدماء فرسانها بصفقات مشبوهة مع البغي السفيه وسفاح الشيشان تارة وانتهجوا وبكل صفاقة ووقاحة منهجية تفريغ الثورة من أبنائها المخلصين المتنورين واستجلبوا غلملنهم وخصيانهم وطواشييهم وبذروهم في كل مفاصل الثورة ليعيقوا حركتها ويشلوا مدها ويحسروا زحفها وربما نجحوا هنا وفازو هناك وهذا عار عليهم ولبوس عهر ورذيلة لن يفلتوا منه ولكن ليعلم كل ذي بصيرة أن الباطل عندما يمتطي صهوة السلطة يهيأ وبغبائه وصلفه وعنجيته كل أسباب زواله وفي الفسطاط الآخر يستكمل الحق كل أسباب النصر وهذا هو منطق التاريخ.
بقلم الكاتب ابو الحكم المصري

ليست هناك تعليقات