آخــــــر مــا حــــــرر

الحلقة المفقودة

الحلقة المفقودة : إن أمريكا( التي اضطرت إلى الانسحاب من العراق لأنها لا تحتمل الخسائر ) لن تتخلى عن مشروعها لمصلحة ايران مجانا لكنها تقوم اليوم بوضع ملف ايران و العراق وحزب الله في سلة واحدة وتدير الملف (الشيعي ) كحزمة واحدة , بطريقة الموت البطئ مطبقة نظرية الحرب الناعمة خشية انعكاسات وتداعيات قد تكلف أمريكا غالياً وإن إدارة الصراع بهذه الطريقة الذكية لهذا الملف تؤذي إيران أكثر من حروب المواجهة التي تتيح لإيران هامشاً للمناورة الدولية , وكسب تأييد الشعوب الاسلامية التي تنخدع بكل من يحارب أمريكا , وقد اختارت امريكا لهذه اللعبة طرح عقوبات قاسية وذكية على ايران وسلطت عليها وكالة الطاقة النووية , ووضعت ملف اغتيال الحريري على الطاولة وحذرت العراق من تمرير الدعم الايراني للأسد كل ذلك يحدث و ايران تنظر الى ذابحها و لا تستطيع الرد والهامش يضيق عليها يوما بعد يوم داخليا وخارجيا , وفي حال لم تنجح أمريكا في جر الاطراف الاقليمية الى حرب طاحنة تضعف كافة الاطرف فان الضعف آت من طريق آخر, لكن ايران لم تجد لها سبيلا للخلاص من هذا المأزق سوى صنع تحالف ايراني روسي قد يساعدها الى حد ما في لعبة السياسة , ولو ان المعارضة وعت دقة الموقف لما ترددت في صنع تحالفات مفيدة , وهي في هذه الحالة يجب أن تكون مشتقة مما يسمى بأصدقاء الشعب السوري , وبعبارة واضحة صريحة جريئة : (ذهب وليد المعلم شرقا فلتذهب المعارضة غربا ) , لكن الذي رأيناه للاسف هو أن النظام ذهب شرقا فلحقت به المعارضة شرقا , وقد شاهدنا فريقا يذهب الى ايران وآخر الى روسيا , ليس هذا فحسب وإنما شاهدناهم  يقلدون النظام ويستعيرون بوقه الممل ليهاجموا المواقف التركية والخليجية والغربية , ويتكلمون عن مؤامرة كونية على الشعب السوري متاثرين بذلك بالعقلية البعثية القومية واليسارية (الحافظ اسدية) ويتحاشون اعلان ايران كعدو للشعب السوري علما بان الشعب اعلنها منذ زمن بعيد , ولهذا التلكؤ تفسيره لكن في غير هذا الموضع , وبالمقابل راحوا يعلنون "امريكا ألم يشبع حقدك من دمنا ؟...." بدلا من اعلان ايران العدو الاول والاعدى للشعب السوري . إذا مقارنات فاضحة ومفارقات صارخة تلك التي وقعت بها المعارضة , النظام ذهب شرقا فذهبت المعارضة شرقا , النظام رفض التدخل الاجنبي فرفضته المعارضة أيضاً , تكلم النظام عن مؤامرة كونية وكذلك المعارضة تكلمت , النظام ادعى الممانعة فادعتها المعارضة ,النظام يعكف على شتم السعودية وقطر وتركيا والغرب وكذلك يفعل المعارضون .

ليست هناك تعليقات