آخــــــر مــا حــــــرر

اجرام روسيا

يبدو واضحا أن ما حصل في الهمس بين الحليفين روسيا وايران يختلف كلياً عما تم إعلانه ، ففي الهمس بيّن الإيرانيون للروس ضرورة تجنب استهداف تنظيم داعش ، بل يجب دعم هذا التنظيم الصديق ، ليتقدم على حساب قوات الأسد وقوات المعارضة في آن واحد ، وفي هذين التقدمين سيكون التنظيم محسوباً على المعارضة ، وبعد ذلك ينسحب التنظيم لصالح قوات الأسد لكسب الأسد مزيداً من الأراضي في فترة قياسية ليفاوض المعارضة من موقع القوة لا من موقع الضعف .
نظرا لأهمية تدخل روسيا في سورية فقد تم اتخاذ قرار الدخول خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي « سيرجي لافروف » والمرشد الأعلى الإيراني « علي خامنئي » قبل بضعة أشهر منه ، وقد بلورته عدة زيارات قام بها سليماني إلى موسكو .. حيث قدم الإيرانيون مغريات شهية أسالت لعاب الروس الذين يفكرون بالمكاسب أكثر مما يحسبون للأضرار .
ما يثير الدهشة اعتبار موسكو كل من يعارض نظام الأسد إرهابيا ، علماً بأن المعارضين الحقيقيين للأسد يتمثلون بفصائل « الجيش الحر » التي توصف بالاعتدال ، ثم دخل الروس في جدلية أخرى يصعب فهمها حين عرضوا دعمهم للجيش الحر في مواجهة تنظيم داعش ، هذا في العلن لكن النوايا الروسية الإيرانية كانت تعد للجيش الحر مكيدة في مواجهة داعش ، التنظيم المدعوم بلا حدود من إيران ، وفيما لو اشتعلت الجبهات بين الحر وداعش فإن الطيران الروسي سيضمن غطاءً لداعش واستهدافاً للحر .
تتضاءل فرص بوتين يوماً بعد يوم في تسجيل نفسه كبطل تاريخي وقومي.. سيتذكر الشعب الروسي طويلا أن بوتين خدعهم.. وتزداد الفرص أمام بوتين لكي ينال لقب المتهور الأول في التاريخ.. وفي مسابقة «الأحمق الأول» سيفوز بوتين بلا منازع.

ليست هناك تعليقات