آخــــــر مــا حــــــرر

بشار الأسد في عزلة سياسية غير مسبوقة


يعيش بشار الأسد في هذه الأيام عزلة سياسية غير مسبوقة بسبب ما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري، ويبدو اليوم واقفاً وحيداً في غمرة الأحداث لأنه فاقد لكل مقومات البقاء، وقد تيقن أن الشعب السوري قد سحب دعمه له وتأييده لإدارته.
عندما شعر بالإحباط وفقد أي أمل في بقائه في السلطة بدأ يستنجد بقوى الشر العالمية فتوجه إلى إيران أولا ثم إلى روسيا، هذا الرئيس البائس الذي مارس على شعبه أبشع أنواع التسلط والجبروت يقبل بأن يقف ذليلا أمام روسيا وايران فهو يدفع ثمن استعلائه على شعبه.
بعد أن أوشك المخزون البشري من المقاتلين في جيش بشار الأسد بدأ يجبر الشباب السوريين على الالتحاق في صفوف الجيش.. وصحيح أنه يجد الدعم من الخزان البشري الشيعي لكنه يريد تجنيد السوريين.. للحفاظ على مسمى الجيش العربي السوري من جهة، ومن جهة أخرى يريد تقديم مزيد من الضحايا ليقتلوا في الجبهات، فهو يعتبر أن جمهور السنّة أعداء له سواء كانوا في صفه أو في الضفة المقابلة.
اعتادت عائلة الأسد أن تعيش انفصاماً في الشخصية.. بحيث يظهرون في موقفين متناقضين: 1- موقف العزة والاستعلاء عن الناس وعدم تقديم أي تنازل تجاه الشعب-2- وموقف الخضوع والانبطاح للكيانات الكبرى والهياكل العظمى .. واليوم فقد آل الأسد الحالة الاولى ولم يعد لديهم مجال ليستعلوا على الآخرين، فلا مسيرات مليونية، ولا تماثيل صخرية، ولا لافتات عريضة.. وبقيت الحالة الثانية: وهي التمسح والتزلف لإيران وروسيا، الى درجة أن رأسهم بشار الأسد بات ممسوحاً تحت النعال.
ما يهم بشار الأسد هو البقاء في السلطة قبل أي شيء آخر.. ولو على أشلاء الأطفال وجماجم الرجال، وحين طالب الشعب السوري بخروج بشار الأسد من السلطة بدأ الأسد يخطط لإخراج الشعب السوري من سورية..  لتفريغ سورية من أهلها الشرعيين.. ولا يبقى فيها إلا العبيد الصاغرين.
أطفال سوريا يشكلون الخطر الأكبر على حكم بشار الأسد.. ولذلك هو يعتبر استهدافهم أولوية.. حيث قصفهم بالصواريخ والمدفعية وبالكيماوي.. وحاصرهم بالتجويع، وأمر باعتقالهم، في الوقت الذي أفرج فيه عن زعامات السلفية الجهادية.. لكن أطفال الوطن سجلوا إسهاماتهم الطيبة في مسيرة إسقاط النظام على الرغم من حداثة سنهم .
بشار الأسد استدعى حثالات العالم لقمع ثورة الشعب السوري.. وكان يظن أنه سيكون بمنأى عن الإهانة.. لكنه اليوم يتلقى الإهانة تلو الإهانة ليبقى شعب سورية شامخ الرأس مرفوع الجبين.
طاغية الشام بائع سوريا يعلم أكثر من غيره ما تشكله المظاهرات على سلطته من مخاطر.. لا تعادلها حروب ولا تجاريها معارك.. ذلك النظام الدموي لا يستأنس إلا بصوت الرصاص ورعد المتفجرات وهدير المجنزرات وصراخ المصابين وأنين العالقين تحت الأنقاض.. لكنه يستوحش بصوت الهتافات السلمية وينخلع كيانه بمطالب «إسقاط النظام».. لذلك لم يكن قاتل الأطفال بأحسن أحواله يوم تجددت المظاهرات التي كان يخشاها.
من المؤكد أن بشار الأسد سجل نفسه كأكبر مجرم حرب في التاريخ.. والمقارنة بين الأسد وبين أي مجرم سبقه يجب أن تكون شاملة لكل أنواع المقايسات.. من حيث عدد الضحايا، ونوع الجرائم، والمدة الزمنية التي حدثت فيها جرائم الأسد. وطبيعة الفئات المستهدفة بالجريمة.. التاريخ سيتذكر الأسد بأقبح الأوصاف.
يقول علماء النفس: ما من مجرم إلا ويعرف جرمه ويخاف منه، وخاصة عندما يكون الجرم كبيراً.. فماذا يقول العلماء عن طبيعة المجرم السوري بشار الأسد. هل يتذكر الأسد أنه المجرم الأول في ذاكرة التاريخ؟. وأنه تعمد قتل الأطفال قبل الكبار.. والنساء قبل الرجال؟.

ليست هناك تعليقات