آخــــــر مــا حــــــرر

ثورة «الفرصة الأخيرة».



§        يمكن اعتبار الثورة السورية بأنها ثورة «الفرصة الأخيرة» للشعب السوري كي يغير مساره ويتمرد على قوانين العبيد.. فالفرص لا تحضر دوماً.. والمبادرات الشجاعة لها مواسمها النادرة.. لذا يتحتم علينا اقتناص الفرصة التي أتاحتها عزيمة الشباب الواعد.. الشباب الذي لم يدخل في مصانع العبيد.
§        بكل تأكيد يمكن وصف الثورة السورية بأنها ثورة «الأرقام القياسية» عبر التاريخ الإنساني.. من حيث أعداد الشهداء والجرحى واللاجئين والمحرومين من التعليم وكمية النار التي تلقّاها المسطح السوري.. وعدد المتدخلين في الشأن السوري.. وعدد الخنساوات اللواتي قدمن فلذات أكبادهن على مذبح الحرية والكرامة.
§        لقد عانى شعب سورية في عهدي الأسدين من التخلف والانحطاط والجهل والركود وفقدان القرار وانعدام أي مشروع نهضوي أو برنامج تنموي.. لتأتي الثورة السورية فتنبّه الجميع إلى حتمية النهضة والتسلق إلى قلاع المجد وامتطاء صهوات الشموخ.
§        من المهم أن يكون للشعب السوري مشروع طموح تتحقق فيه أنسنة الإنسان.. إذ أنه لا يستطيع الشعب السوري أن يقف على قدميه وسط المعترك العالمي حيث تزدحم المشاريع والبرامج.. فالشعب الذي لا يملك برنامجاً فهو حتماً سيوظف إمكاناته في خدمة مشاريع الآخرين.. وبهذا المعنى كانت الثورة السورية فرصة الوقت الضائع.. ومحاولة الابتعاد عن حافة الهاوية إلى المنطقة الآمنة.
§        أثبتت ثورة الكرامة أن في سوريا كادراً بشرياً يمكن التعويل عليه في إنجاز مشروع النهضة.. كما أثبتت أن لدى الشعب كامل القدرة على هزيمة أي شكل من أشكال العدوان مهما تكن سطوته وجبروته.
§        إن مرحلة ما بعد الثورة السورية لا تشبه ما قبلها.. فكل شيء تغير بفعل الثورة الحدث.. حتى أمكن تسميتها بـ «أم الثورات» فقد أحدثت تغييراً جذرياً في تضاريس العقول ومنظومة القيم.. فبينما كان مطلوباً من المرء أن يتمسح بأعتاب الطغاة لنيل الشرف صار للشرف مصدر معاكس تماماً.. يتمثل بتحطيم أصنام الطغاة.
§        من ثوابت الثورة السورية حماية الوحدة الوطنية وصيانة استقلال سورية.. ووحدة القرار الوطني واستقلاله.. وعدم السماح بتقسيم أرض الوطن إلى كانتونات طائفية أو قومية أو عرقية.. تحت أي ظرف من الظروف.. ورفض كل الحلول التي تقر التقسيم أو المحاصصة الطائفية.. والعمل الدؤوب على حماية القرار الوطني.
§        للثورة السورية ثوابت لا يمكن التفريط بها.. ويجب أن تكون حاضرة في كل تفاوض أو تسوية ومنها: حماية مؤسسات الدولة المدنية والخدمية والإدارية.. ومحاربة كل المحاولات الرامية إلى تدميرها بشكل منهجي.. ولا يشمل هذا المؤسستين العسكرية والأمنية التي تسببت بدمار أجزاء كبيرة من الوطن.. وتهجير أكثر من نصف المواطنين من مناطقهم.. فثورة الكرامة هي ثورة بناء وتعمير وليست ثورة تخريب وتدمير.
§        من الثوابت الثورية التي لا نتنازل عنها حماية مكتسبات الثورة السورية.. والاعتزاز بتضحيات الشعب الثائر.. وبتاريخ الثورة باعتباره مناسبة وطنية سنوية.. وبداية لعصور الكرامة الإنسانية.. وعلم الثورة بألوانه الثلاثة باعتباره الراية الوطنية النظيفة والبعيدة عن المؤامرات المعادية.. وبفصائل الجيش الحر بوصفه من أهم نواتج الحدث التاريخي.
§        مهما تكن المبررات لقيام الثورة السورية فإن الثورة خرجت من رحم الواقع المؤلم.. وحين يخرج المولود لا يمكن إعادته حتى لو أمكن قتله.. فالمهم أنه ولد. وأثبت أحداث ثورة الكرامة السورية أن سورية ليست عقيمة ويمكن أن تلد دوماً أجيالاً من البطولة والعطاء.. ولئن كان للثورة- يوم مولدها- بعض المبررات لاندلاعها فلديها اليوم آلاف المبررات لاستمرارها.

ليست هناك تعليقات