آخــــــر مــا حــــــرر

نظام السفالة محترف العمالة





لم يذكر التاريخ الحديث ولا المعاصر ان ثورة شعب هزمت او ستهزم
فالشعب هو صانع الحدث وباني مآلاته والمنتصر أخيرا مهما بذل من تضحيات وقدم من دماء وذاق ويلات السجن والتهجير ومرارات العيش
ومنذ اللحظة التي يقرر فيها نظام الاستبداد مواجهة شعبه بالنار فهو يحكم على نفسه بالاعدام والزوال والرحيل الى مهاوي الردى
وإن استخدام الأدوات القذرة لمعالجة الجرح النازف قد تفضي لالتهابه وتورمه وربما جرثمته لكنها لاتقتل بذلك الجرح روح المقاومة والصمود والدفاع المشروع عن حق البقاء
وحال ثورتنا ليس نشازا ولاطائرا يغرد خارج سرب الثورات الشعبية التي اندلعت في كل بلدان العالم
فشعبنا العظيم تحمل من الأهوال والخطوب والفساد والافساد ماتنوء بحمله الراسيات من الجبال وظل يكظم غيظه وقهره متجملا بالصبر والحلم والأناة حتى وصل للحظة الانفجار الآذاري المبارك وهب بشيبه وشبابه لاستعادة قراره الوطني السليب ونجح نجاحا مذهلا ومبهرا أربك حسابات الكثير وأجبرهم على استنفار خيلهم وشياطينهم وإنسهم وجنهم وأباليسهم وتفتق ذلك المكر السيئ الذي سيحيق بأهله عاجلا أو آجلا بتعويم الأخونة التي تغلغلت في جسد الثورة سرطانا فتك بنخبها إبعاداً ونفياً وحقنا دولرجيا وتولية السفهاء والإمعات ومجهولي الذكر وَتسليط اللصوص وعشاق الكراسي واحتلال مساحات المأسسة الثورية وزرعها ببذور خبيثة نشرت تسفلها وانحطاطها في شرايين ومفاصل الثورة وأعاقتها عن الحركة وضللت وجهة سيرها وحرفتها عن سكتها زمنا طويلا ولونت راياتها وقسمت قرارها بين الداعمين واستجلبت الخراب والدمار على اهل الثورة وقزمت الثورة وجعلتها ملفا ثانويا وتفصيلا هامشيا في حراك دولي يستند لمصالح وطنية تخص المتدخلين في مسرح الحدث
وغاب عن ذهن صناع القذارات ان التاريخ لايكرر نفسه مرتين ولايسير للوراء بل يتقدم كالطوفان ويرسب أحماله وأوشاله على ضفتي مجراه ويستمر بتدفقه حتى يصل نقيا صافيا الى منتهاه
وهكذا الثورة تستمر بتقدمها غير آبهة بالعراقيل التي تعترضها والعقبات التي تنهض وتُستنهض في طريقها وسيذوب نظام السفالة الذي فصله نظام الاجرام على قياسه في ثورتنا وتسلل من خلاله ليمارس قذاراته وتسفله واجرامه مُستثمرا كل القوادين الذين أمسكوا قرار الكفاح المسلح ومُستغلا كل صبيان وغلمان الحراك السياسي الذين يسيل لعابهم للظهور في مواجهة الكاميرات وتحت أضواء الشهرة ومخملية الفنادق حتى على حساب آلام شعبهم وجراحاته وعذاباته وأنات أسراه في زنانزين الموت التي تفتت الصخر مكتفين بالتهريج والتدبيج والتصفيق نعم
ليل الامة حالك السواد وغارق بالظلمة ومزركش بالالم والدم والدموع والتضحيات لكن الفجر قادم لامحالة وإن تأخر وحجبته سُحب المرتزقة والمتطرفين والارهابيين ولاعقي الأحذية والقادمين من خلف حدود الوطن مدجيجين بتخلفهم واجرامهم وأجندات مُرسيلهم فهكذا هو منطق الثورات ومآلاتها
لن ينتصر سيف الباطل على دماء الحق
هشام علي المصري

ليست هناك تعليقات