آخــــــر مــا حــــــرر

مواقف الدول من القضية


قرأ التجمع الوطني في الجنوب السوري مواقف الدول من القضية السورية بطريقة واقعية ودقيقة، لا تنطلق من التاريخ ولا من الموروث الثقافي ولا التصورات المسبقة، فرصدنا ذلك الانقسام الواضح بين معسكرين: معسكر داعم لنظام الأسد منحاز للجريمة، يتمثل بروسيا وإيران، ومعسكر داعم للشعب السوري مؤيد لتطلعاته متمثل بالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا والدول الخليجية إضافة إلى تركيا ودول أخرى كأستراليا وكندا واليابان..
لكن المحور الداعم للنظام كان أكثر جدية وتركيزاً من المحور الثاني، الذي أطلق عليه اسم «أصدقاء الشعب السوري» إلى درجة أن معظم السوريين صعب عليهم التمييز بين المحورين، نظراً لكمية النار التي سكبت فوق رؤوسهم من محور الشر، مقابل كمية الخذلان الذي عاينه السوريون من أصدقائهم، مع قدرتهم على فعل الكثير لحماية الشعب السوري.
وحين عجز النظام عن إخماد الثورة السورية عمل على استدعاء حلفائه الإيرانيين الذين حشدوا العناصر القاتلة على أساس طائفي واضح، فارتكبوا المجازر على نطاق واسع، وانتهجوا سياسة «التغيير الديموغرافي» في سوريا ليكرسوا وجودهم لأمد بعيد.
ثم استدعى نظام الأسد ومعه الإيرانيون حليفهم الروسي الذي استمر بقتل الشعب السوري بمنتهى الوحشية والتنكيل، مستخدماً سياسة «الأرض المحروقة» واتخذت موسكو مساراً سياسياً مختلفاً عن مسار «جنيف» الدولي، متمثلاً بـ«أستانة وسوتشي» لتحول انتصاراتها العسكرية إلى أوراق سياسية لمصلحة الأسد، الأمر الذي فشل حتى اللحظة.

ليست هناك تعليقات